صدور الارادة الملكية السامية بالموافقة على قانون نقابة المعلمين يفتح الباب لمرحلة جديدة امام قطاع المعلمين وينقل هذا الجيش من حملة الرسالة وصانعي المستقبل الى تحد حقيقي في تنظيم انفسهم مهنيا , واستثمار وجود جسم يمثلهم ويرعى شؤونهم بما يخدم كل قضاياهم واهمها مكانة المعلم ومستوى معيشته.
والنقابة التي من المفترض ان تظهر الى الوجود خلال الاشهر القادمة تعبير من الدولة عن التقدير لمكانة المعلم , وهي خطوة اصلاحية كبيرة , وهي جزء من الاهتمام الذي لم يتوقف بالمعلم من الملك منذ توليه سلطاته الدستورية وحتى رسالة جلالته قبل ايام التي اشار فيها بوضوح الى دور النقابة ومكانة المعلم ودوره.
واذا كان انجاز مشروع نقابة المعلمين خطوة كبرى على صعيد الاهتمام بالمعلم والعملية التعليمية فان التحدي القادم يقع على عاتق المعلمين في كيفية بناء هذا الجسم المهني الذي سيبدأ كبيرا من حيث عدد منتسبيه يصل الى عشرات الالاف , وهي مهمة شاقة , لان كل النقابات المهنية والعمالية بدات باعداد قليلة من المنتسبين ثم كبرت وزادت اعدادها تدريجيا , لكن نقابة المعلمين ستبدأ باعداد كبيرة جدا من الاعضاء وهذا يفرض عليها جهدا كبيرا في تنظيم نفسها وبناء مؤسساتها النقابية ثم البدء بتكوين الهياكل الداخلية التي تجعل من النقابة جسما فاعلا لمنتسبيها
التحدي الكبير ان تنجح النقابة خلال فترة عملها الاولى باقناع المعلم انها جزء من حياته اليومية , واقصد هنا كيف تساعده في الارتقاء بمستوى معيشته وخدمة اسرته , والطريق الوحيد ليس بمطالبة الحكومات بعلاوات , لان هذا طريق سهل وليس له كلفة من حيث ايجاد عمل مؤسسي بل لابد من وجود صناديق وخدمات داخل النقابة تقدم للمعلم فرصا تساعده في حياته ووفق امكاناته المادية , وهذا لن يكون اختراعا خاصا بالمعلمين لان لدينا نقابات اصبحت حاضرة ايجابيا في حياة اعضائها وتقدم لهم فرصا كبيرة في الحصول على متطلبات السكن والقروض وشراء اساسيات الحياة والتقاعد والتكافل..
الموضوعية تقتضي ان تعطى النقابة وقيادتها القادمة فرصة للبناء والعمل , فالامور تحتاج الى وقت لكن هذه القيادة التي سيختارها المعلمون والمعلمات في الاشهر القادمة ستحمل عبء التاسيس وايضا اعباء اقناع المعلمين والمعلمات ان وجود النقابة احدث شيئا ملموسا في حياتهم المهنية والحياتية.
ولان المعلم هو جذر المجتمع فان وجود نقابة فاعلة جزء من واجب الدولة والمجتمع تجاهه , وجميل ان تكون اول ثمار الاصلاح نقابة المعلمين الذين يستحقون التبريك والدعاء بالتوفيق
ce@alrai.com
الرأي