الملكة رانيا .. مسيرة حافلة في دعم الشباب
30-08-2007 03:00 AM
غدير السعدي - يصادف غداً عيد ميلاد جلالة الملكة رانيا العبدالله، ملكة الخير والعطاء التي تولي جل اهتمامها لتوفير البيئة الآمنة للشباب، مستلهمة من توجيهات جلالة القائد رؤى خاصة لتمكينهم من النهوض بمجتمعاتهم ضمن توجهات واستراتيجيات هادفة ورؤى خاصة تؤمن بها جلالتها، أساسها التفكير في المستقبل واستشعار ما يهدد الشباب يتأتى من خلال زيارات وجلسات حوارية مع الشباب.
وبالعودة إلى مشاركة جلالتها الأخيرة في المنتدى الاقتصادي العالمي دافوس دعت جلالتها إلى دراسة الكيفية التي من خلالها يمكن للشباب الانخراط في المجتمع، وتحديد رؤية لمستقبل أفضل ومن ثم وضع استراتيجيات عالمية مبتكرة يمكن أن تترجم إلى قرارات وإجراءات لازمة من اجل تعزيز الوعي بين صانعي القرار بشأن القضايا الأساسية، وتعتبر جلالتها من ابرز أعضاء المجلس التأسيسي لمنظمة القيادات الشابة ورئيس لجنة اختيار القادة الشباب في العالم.
وتتركز برامج جلالة الملكة في الأردن من خلال مؤسسة نهر الأردن على قضايا متنوعة ترتبط بتمكين الأفراد والمجتمعات لتحقيق التنمية المستدامة ودعم التميز والإبداع والابتكار في التعليم، وتحسين مستوى حياة الأسر من خلال حماية الأطفال من العنف، ودعم تنمية الطفولة المبكرة، وتنمية برامج المشاريع المدرة للدخل والنهوض بأفضل الطرق في مجال تمويل القروض الصغيرة. وتواصل جلالتها التركيز على دعم التميز والإبداع والابتكار في التعليم وتحسين مستوى حياة الأسر، بما في ذلك حماية الأطفال من العنف حيث دعت جلالتها مؤخراً إلى تقديم المساعدات للأطفال العراقيين في الأردن والعراق وسوريا وتأمين الرعاية لهم، ودعم تنمية الطفولة المبكرة وتنمية برامج المشاريع المدرة للدخل والنهوض بأفضل الطرق في مجال تمويل القروض الصغيرة.
وكانت منظمة اليونيسيف اختارت في المنتدى الاقتصادي العالمي جلالتها أول مناصرة بارزة للأطفال ، تقديراً للجهود التي تبذلها جلالتها في توفير البيئة المناسبة للأطفال لضمان مستقبلهم، لتكون أول الحائزين على هذا اللقب من اليونيسيف، تقديرا للجهود التي تبذلها في مجالات الطفولة والصحة والتعليم تم إطلاق اسم جلالتها على مركز إعادة تأهيل الأطفال بجامعة كولونيا في ألمانيا.
وتجدد العطاء عندما تسلمت جلالتها وثيقة الإطار الوطني لحماية الأسرة، ودراسة الأمين العام للأمم المتحدة حول العنف الأسري، وجائزة التضامن الاجتماعي من مؤسسة البحر المتوسط في ايطاليا لالتزامِها وجهودها في القضايا الاجتماعية والتنمية المستدامة، وتقديراً لعملِ جلالتها الثابت في الدفاع عن حقوق الأطفال، والتزامها بتعزيز دور المرأة في المجتمعِ، من خلال التركيز على تعليم الفتيات.
ومنحت منظمة بذور السلام جلالة الملك عبدالله وجلالة الملكة رانيا جائزة صانع السلام تقديرا لالتزامهما بدعم وترويج السلام، وأكدت جلالتها مؤخراً بمناسبة أسبوع الرضاعة الطبيعية العالمي على أهمية الرضاعة الطبيعية في انقاد حياة الأطفال.
وكانت مجلة تايم الأميركية اختارت جلالة الملكة رانيا من أقوى الشخصيات العالمية عطاء وتقديراً لدور جلالتها في التعامل مع العديد من قضايا التعليم والصحة والشباب، تم اختيار جلالتها تعزيزاً لجهودها التي تلهم الكثيرين وتمكنهم من العمل الجاد لتحقيق أهدافهم.
ولم تكتفِ جلالة الملكة بهذا الحد بل أكدت أهمية الاستثمار في التعليم وتمكين المرأة حيث خصص مجلس هارفارد للقيادات النسائية منحاً دراسية للمرأة الأردنية تقديراً لجهود جلالتها في مجالات تمكين المرأة الأردنية لتستطيع من خلالها الاستفادة مما تقدمه جامعة هارفارد لطلبتها لتوسيع خبراتهم الأكاديمية والتعليمية. ونتيجة لجهود جلالتها في التعليم قدمت جامعو كولومبيا منحة تدريبية مكثفة ل 12 معلما ومعلمة من المدارس الحكومية.
وحرصت جلالتها على اطلاق فعاليات ملتقى المعلمين المبدعين العرب في عمان الرامي إلى تعاون مشترك بين شركة مايكروسوفت وجامعة هارفارد لتطوير برامج تدريب المعلمين وتبادل الأفكار والخبرات مما سيسهم في خلق معرفة جماعية في حقل التربية والتعليم وتكريم المعلمين المتميزين.
ودعمت جلالتها في المنتدى الاقتصادي العالمي التعاون بين القطاع العام والخاص لدعم مبادرة التعليم الأردنية والتي تهدف إلى تطوير أساليب جديدة في التعليم والتعلم وإيجاد بيئة مواتية للاكتشاف الذاتي والتعلم من خلال التجربة.
والمعرفة المتبادلة وفق ما تؤمن به جلالتها هي أفضل طريق لتحقيق ما يتيح للشباب الخروج من قوقعتهم، والوصول إلى الناس الذين أمامهم ويوجدون الانسجام في المجتمع والذي نحتاجه جميعاً من اجل التقدم تبلور ذلك من خلال مشاركتها في جلسات مؤتمر كسر الحواجز وبناء الجسور حيث أبرزت جلالتها التقدم الكبير الذي حققته المرأة في الأردن والعالم العربي، وأشادت بدور المرأة الأردنية والعربية في تصحيح المفاهيم الخاطئة وإظهار حقيقة المرأة العربية.
وتؤمن جلالة الملكة ايضاً بضرورة إحداث التغيير الايجابي من خلال الاطلاع على مشاريع اليونيسيف في فاس والاطلاع على التجربة المغربية للحد من عمالة الأطفال ودمجهم في التعليم، وزيارتها إلى إحدى مدارس العاصمة الهنغارية بودابست التي تطبق نموذج إدماج طلاب ذوي الاحتياجات الخاصة ضمن صفوفها، والاطلاع على جهود ميلان لتعزيز التقارب الثقافي بين الطلاب في عمر مبكر، من الجدير بالذكر أن جلالتها تحمل لقب مواطنة فخرية لمدينة ميلان.
وافتتحت جلالتها منتدى النوع الاجتماعي الهادف إلى زيادة نسبة مشاركة المرأة في الاقتصاد الوطني، وتهيئة الظروف لتعزيز مشاركة وتمكين المرأة في المجالات السياسية والاقتصادية وتحدي المعيقات التي تواجهها خاصة المتعلقة منها بالضغوط الثقافية وتوفير الدعم المالي للمرأة من خلال الإقراض للمشاريع الإنتاجية الصغيرة التي تهدف إلى رفع المستوى المعيشي للأسرة.
وترى جلالتها أهمية مشاركة وتمكين المرأة وبناء العلاقات والتواصل وتنظيم الجهود للتركيز على اولويات المرأة خلال لقائها أعضاء الهيئة الإدارية لملتقى النساء العالمي في الأردن.
وضمن جهود جلالتها في دعم المشاريع الصغيرة تشجع جلالتها باستمرار تلك المشروعات التي تعتبر من أهم أدوات التمكين الاقتصادي للأسر، وأطلقت جلالتها البوابة الالكترونية لصناعة التمويل في الأردن لإيمان جلالتها بأهمية الآثار الايجابية في محاربة الفقر والبطالة وتحسين مستوى معيشة الأسر وتحقيق العدالة الاجتماعية وتحسين وضع المرأة وفرص الشباب.
وإيماناً من جلالتها بوحدة الأسرة افتتحت دار الوفاق الأسري في ماركا ذلك المشروع الريادي على المستوى العربي حيث كانت جلالتها أكدت من خلاله على وحدة الأسرة واستمرارها وتوفير الأجواء الإرشادية والنفسية والقانونية، والحماية للأطفال من التشرد، وبصفتها عضو مجلس إدارة صندوق المطاعيم العالمي حرصت جلالتها على إطلاق مبادرة لتوفير مطاعيم لتحصين الأطفال في أفقر دول العالم من خلال تقديم 5,1 بليون دولار لتمويل نشر المطاعيم واللقاحات، والتركيز على برنامج الصحة المدرسية.
ولتعزيز جودة الخدمات السياحية في الأردن وتعزيز استراتيجية توفير فرص عمل للشباب حرصت جلالة الملكة من خلال افتتاح برنامج التدريب الفندقي والسياحي ، في مركز مأدبا المهني لتأكيد ربطه باحتياجات سوق العمل والحد من البطالة وإكساب الشباب مهارات العمل المهني.
وترى جلالتها أن الديمقراطية ليست شعاراً ولكنها تطبيق عملي خلال مشاركتها شباب وفتيات الهيئة التنفيذية لمدينة صديقة للأطفال تطلعاتهم وتجاربهم، وأطلقت جلالتها مبادرة متحف الأطفال وعملت على إخراجها إلى حيز الوجود من خلال شراكة فاعلة بين القطاع العام والخاص لتوفير مكان يشجع الاستكشاف والتعلم لدى الأطفال من خلال اللعب والبرامج التعليمية متعددة الوسائط لحثهم على الإبداع، وفتح الآفاق لنمو علاقة شراكة جديدة بين الطفل ومحيطه.
ملكة التسامح تركز دوما على أهمية التعامل الإنساني على قيم التقبل والاحترام والسلام، وتفعيل الحوار والتواصل والعمل الملموس تجاه غد أفضل للأجيال خلال مشاركتها منتدى جدة الاقتصادي.
وتسعى ملكة العطاء إلى تعزيز مبادئ الكرامة الإنسانية واحترام الآخرين من خلال مشروع يوم الكرامة الإنسانية العالمي يهدف إلى جمع القادة الشباب في العالم للعمل معا من اجل توفير حياة فضلى، وخلال مشاركتها في جلسة القيادة عالم متعدد الثقافات في البحر الميت أكدت جلالتها على تربية الأطفال على قيم التسامح والصدق والانفتاح على الحضارات والتفاعل مع الآخرين، وركزت على أهمية تنويع البيئة المحيطة لاغناء التجربة الشخصية للأطفال.
وشهدت جلالتها توقيع اتفاقية بين مؤسسة نهر الأردن ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة اليونسكو حيث تهدف الاتفاقية لتعزيز التعاون وتطوير طرق التعليم المبكر في الأردن، وإطلاق مبادرة لتحديد مشاريع حماية الطفل وتدريب المعلمين والإدارات المدرسية وتطوير وتحسين مناهج التعليم ونشر الوعي المجتمعي حول الطفولة المبكرة وحقوق الطفل.
..................................................................
الكاتبة صحافية في "الرأي" / ملحق الشباب .