ملكة الجمال والكمال .. عيدا سعيدا
30-08-2007 03:00 AM
بقلم : د. رلى الحروب
الأشخاص العاديون يحتفلون بعيد ميلادهم مرة في العام، ولكن العظماء يجعلون من كل يوم في العام عيدا لهم ولغيرهم ، فوجودهم في هذا الكون هبة ورحمة ورسالة محبة ونور، وهم لا يعملون من أجل تحقيق ذواتهم فحسب، بل من أجل إسعاد الآخرين ومساعدتهم على تحقيق ذواتهم، ويؤمنون أن كل يوم يمضي من حياتنا جدير بالاحتفال به، وكأنه اليوم الأول أو اليوم الأخير.
الأشخاص العاديون يحتفلون بالجوائز التي تمنح لهم في محطات مميزة من مسيرتهم وعطائهم، لأنهم يشعرون أنها تمنحهم مصداقية وقيمة، أما العظماء فتحتفي بهم تلك الجوائز التي تكسب قيمتها ومصداقيتها منهم.رانيا العبدالله، تلك المليكة الحسناء التي تتوهج ذكاء، وتشع بساطة، هي واحدة من أولئك الأشخاص الذين يحولون كل ما يلمسونه إلى ذهب، وتخضر من تحت أقدامهم التربة الجافة ، وتزهر الأشجار العجفاء، وتتفجر الأرض الجرداء بينابيع الحب والعطاء.
نحن في الأردن، نفخر بأسرة هاشمية طابعها التسامح وشعارها " نحن نهتم بكم"، والملكة الشابة رانيا العبدالله التي باتت زهرة من زهرات هذه الأسرة، بل الزهرة الأكثر نضارة وعطرا، تشربت أخلاق الهاشميين وباتت جزءا من تراثهم الخير المعطاء.
لم يحدث في تاريخ المرأة العربية القيادية أن خرج نموذج محبوب عالميا كمليكتنا الشابة، ومنذ وفاة الأميرة ديانا لم تشغل أميرة أو ملكة الرأي العام كما تشغله الملكة رانيا ليس لأنها جميلة وأنيقة ويانعة فحسب، بل لأنها الأذكى والأكثر حماسة وتفانيا وإبداعا بين ملكات العالم.
نعم، كل ملكات العالم وأميراته يهتممن بالطفل والأسرة والشباب ويشاركن في النشاطات العامة لكسب الشعبية في بلدانهن وخارجها، ولكن مشاركة الملكة رانيا مشاركة أصيلة لا تقليدية، فهي سيدة مفعمة بالطاقة والحيوية وقادرة على توليد الأفكار الجديدة والمبادرات الخلاقة، وهي ملمة ومطلعة في كل المجالات، ليس ضمن نطاق الاهتمام الجندري التقليدي بالمواضيع الاجتماعية والتربوية والثقافية ، بل على نطاق عالمي شمولي ، ومن ثم فإن اختيارها لعضوية أو رئاسة بعض المواقع والمجالات المحتكرة تقليديا من قبل القادة الرجال كالمنتدى الاقتصادي في دافوس ليس غريبا، كما أن الجوائز التي منحت لها في مجالات السياسة والعلوم ليست مفاجئة.
الملكة رانيا في الغرب باتت الرمز الأكثر احتراما وتقديرا من بين كل القياديات العربيات والمسلمات، بل إنها تفوقت على نظيراتها الأوروبيات وحتى سيدات البيض الأبيض، فأخبارها أينما حطت تحظى باهتمام عالمي كبير، وحديثها أينما توجه ينعم بمصداقية عالية، ورغم أنها تقول ما لم يعتد الغرب على سماعه قبلا، إلا أنها تقوله بفطنة وحساسية وبلاغة عفوية لا مصنوعة، تماما كمن يمسك عصا طويلة من المنتصف ويسير بها على سلك رفيع شائك على ارتفاع شاهق.
وعبر العقد الماضي، لم تحظ ملكة أو أميرة أو قيادية من أي عرق أو دين بما حظيت به الملكة الشابة رانيا من جوائز عالمية وعضويات فخرية وحقيقية في جمعيات ومؤسسات وجامعات على امتداد الكرة الأرضية، ولم يكن ذلك مجاملة أو صدفة، بل كان ثمرة جهد دؤوب وجد العقول التي تقدره وتثمنه وتفيه حقه من التكريم.
الملكة رانيا بلون عينيها وشعرها وبشرتها تقدم نموذجا أصيلا للفتاة العربية، وتحفر ذلك النموذج في أذهان الغرب وتكرسه رمزا من رموز الجاذبية والجمال والإشعاع، وهي بهمتها ونشاطها وإيمانها بالغد الافضل، تشكل النصف الثاني الذي يكمل صورة ملكنا الشاب الليبرالي، الذي يعمل بجد ومهارة وتفان من أجل أردن أفضل وأجمل وأكثر أمنا.
لكل منا أخطاؤه وعيوبه، فنحن بشر ولسنا ملائكة، ووجه التفاضل بيننا ليس في تنزهنا عن الزلل، بل في قدرتنا على تعمير الأرض وإسعاد الآخرين.
ملكة الجمال والكمال، أسعدت بمولدك الكثيرين وأبهجت قلب مليكنا وأضأت الوطن....
كل عام وأنت في عرين آل هاشم، وأشبالك من حولك يحملون إليك الفخر والفرح، وكل عام ومليكنا السعيد بألف خير.
............................................................................
الكاتبة رئيسة تحرير يومية "الانباط" واستاذة جامعية .