وقف المساعدات عن الفلسطينيين
سعيد العبسي
06-09-2011 07:38 PM
تهديد الولايات المتحدة بوقف المساعدات الماليه المقدمه للسلطه الفلسطينيه اذا ما استمر الفلسطينيون في مسعاهم للحصول على اعتراف الامم المتحده بدوله فلسطينيه مستقله في حدود العام 67 ياتي في استمرار الانحياز الاعمى والامعقول والمنافي لقواعد الاخلاق والقانون ولاغلبيه راي شعوب العالم قاطبة المسانده للشعب الفلسطيني للتخلص من الاحتلال البغيض وشروره وياتي في اطار استمرار الضغط وبكل الوسائل على الفلسطينين من اجل التخلي عن مطالبهم بالاستقلال والتحرر والعيش بامن وسلام كبقيه شعوب الارض
وياتي كل ذلك والعالم اجمع يشاهد الدعم الامحدود والذي تقدمه الولايات المتحده الامريكيه لدوله الاحتلال الصهيوني وذلك بمختلف الاشكال الماليه والعسكريه والتكنولوجيه والتي في النهايه تنهمر على روؤس اطفال ونساء وشيوخ فلسطين على شكل قنابل قاتله وفتاكه لكل ماهو حي وجماد على ارض فلسطين
ان ماتقدمه بعض الدول من مساعدات للفلسطينيين هو في نظر الكثيرين من المراقبين هو ثمن وتعويض قليل عن السكوت والدعم الامحدود الذي تقدمه تلك الدول ومن لف لفها الى دوله الاغتصاب والاحتلال واذا ما ارادت ان ترتاح تماما وتحتفظ باموالها وبمساعداتها في خزائنها فعليها ان تقف الموقف الاخلاقي والمتوافق مع مايسمونه الشرعيه الدوليه بفرض انسحاب اسرائيل من الاراضي الفلسطينيه وان تعترف بحق الشعب الفلسطيني بان تكون له دولته المستقله ليمارس عليها حريته واستقلاله وحتى يتمكن اطفاله ان ينعموا بالامن والسلام كبقيه اطفال وشعوب العالم وبعدها فان الشعب الفلسطيني ليس بحاجه الى ايه معونه او مساعده من احد
ان وقف المساعدات عن الشعب الفلسطيني يعني بكل بساطه زياده رقعه وحده الفقر والجوع وتدهور الصحه العامه وانتشار الاوبئه وتعطيل المدارس والجامعات وزياده حده الكارثه والالام التي زادت وطالت مدتها على مدار اكثر من ستين عاما وبالتالي فان مثل هكذا قرار لايمكن وصفه الا بانه قرار يهدف الى تجويع الفلسطينيين من اجل الرضوخ للاحتلال والظلم والطغيان وفي احسن الاحوال لايمكن وصفه الا انه يتنافى مع كل مايدعون به من دعم الديمقراطيه والحريه وكل الشعارات الرنانه التي يرددونها صباح مساء والتي سرعان ما تداس بمثل هكذا قرارات على ارض الواقع
وياتي ذلك القرار متزامنا مع ما تمارسه سلطات الاحتلال من فرض الحصار القاتل على مايزيد على مليون ونصف انسان في غزه وفيما تمارسه العصابات الصهيونيه بين الفينه والاخرى من قتل وتدمير بفعل اله الخراب الصهيونيه وياتي كل ذلك في محاوله بائسه للقضاء على الشعب الفلسطيني وهذا مايمكن استنتاجه وبكل بساطه عندما يرى الانسان تقاسم الادوار بين القتل والجوع والتجويع
ولكن عبر عشرات السنين الماضيه وبرغم الاف الشهداء الذين قضوا من اجل فلسطين ورغم هدم الاف البيوت التي هدمت وعذابات الزنازين والتشريد لملايين الناس من اراضيهم ورغم عذابات الاطفال الجوعى والاسرى واحزان النساء ورغم كل الفقر والجوع والالم التي يعتصر بها قلب كل طفل وشيخ ورجل وامراه على ارض فلسطين وعبر دول اللجوء الا انه لم يستكن يوما ولم يرضخ للضغوط ولم يستجب للابتزاز وللقرارات الجائره وبقى وسيبقى يناضل ويصارع عذابات الجوع من جانب والات القتل والدمار والتدميرمن جانب اخر باراده صلبه كما كان دوما على مدار هذا الصراع حتى يزول الاحتلال ويعود الشعب الفلسطيني حرا سيدا على ارض وطنه وان طال الزمان
ولكن على اولئك الذين يراهنوا على غير ذلك ان يريحوا انفسهم بل عليهم ان يراجعوا سياساتهم ومواقفهم لتكون اكثر انسجاما مع مبادئ العداله والحريه والديمقراطيه التي يتغنون بها عبر شاشات وسائل الاعلام المختلفه وكذلك حق الشعوب في التخلص من المحتلين والعيش بامن وسلام .
salabsi@yahoo.com