اضطرني اختفاء القنوات الإخبارية العربية من إحدى باقات البث بضع ساعات، الى متابعة التلفزيون الرسمي السوري كجزء من فضول مطاردة الخبر حتى لو دخل معقله المعتم .
كنت متأملا ان تكون الشهور السبعة الماضية والمشبعة بالصور البشعة والدماء والحقائق قد أحدثت تقدّماً ولو «سنتمتراً» واحداً نحو الواقعية أو «مليمتراً» يتيماً نحو المهنية الاعلامية ..الا انني «فُقست» من جديد...وآمنت ان نشرات الأخبار في كل التلفزيونات العربية الرسمية يجب ان تدرج ضمن برامج الأطفال...
اتصلت المذيعة بأحد مراسلي التلفزيون لتسأله عن الأوضاع في حي القدم:
المذيعة: زميل علاء، تناقلت بعض القنوات المغرضة ان مواجهات تجري الآن في القدم..وان هناك صوت اطلاق نار ارجو ان تفنّد هذا الإدعاء.!!
المراسل علاء: ابداً، كل ما هنالك أن ما سمع من اصوات هي مجرد مفرقعات نارية يلقيها الأهالي بين الحين والآخر احتفالاً بالعيد..
طبعاً شكرته وتابعت حوارها مع ضيوفها وكأنها بهذا الاتصال القصير قد اقنعت الشعب وبيضت صورة النظام و الغت كل الصور الحية القادمة من هناك...طيب ماذا لو سألته عن الدم والحرق والتدمير والدبابات في المنطقة بماذا سيجيب؟..
المذيعة:زميل علاء..تناقلت وسائل الاعلام المغرضة ايضاً بعض الصور المفبركة لدماء في الشارع ..هل هذه الصور صحيحة؟
علاء: ابداً كل ما في الموضوع ان تاجر مخللات قد دلق بقايا ماء «لفت» مصبوغ بالأحمر في الشارع فبدا وكأنه دم بشري..
المذيعة: وهناك صورة مفبركة اخرى الشاب ملقى على الرصيف ومضرّج بدمه اخبرنا كيف تمت الفبركة!!
علاء: لقد تحرينا زميلتنا عن هذا الموضوع ، فتبين ان الشاب مصاب بصرع منذ الطفولة وتصيبه هذه الحالة بين الفينة والأخرى..ويبدو أن هناك من صور الشاب المسكين اثناء النوبه واستخدمها بشكل خاطىء ليشهر بعناصر الامن.
المذيعة: وايضا ماذا عن صور البنايات تظهر فيها ثقوب بواجهاتها.!!!.
علاء:...الصور صحيحة...لكن الثقوب ليست بسبب اطلاق نار الأمن على بيوت المواطنين وانما ..كان احد الاهالي يستخدم «دريل» لتثبيت قارمة ولاء للنظام ..فبدت الثقوب وكأنها ثقوب بفعل الرصاص..هذا كل شيء
المذيعة: طيب هل هناك أي وجود للشبّيحة كما تدعي بعض القنوات الهدّامة..
علاء: لا وجود ابداً للشـّ............. طااااااااااااااخ
المذيعة:الو علاء..علاء..زميلنا علاء..
الشبيح يلقف الهاتف ويرد على المذيعة: المرحوم حكالك لا وجود للشبيحة...يعني لا وجود للشبيحة...مرة تانية بلاها كتر الغلبة هاااااااا؟
ahmedalzoubi@hotmail.com