لا يكتسب التاريخ اهمية دون الفاعلين فيه، من اناس عاديين او رموز او ثقافات او حتى بطولات ولحظات عسر، الكرك قبل العيد واثناءه، كانت تغفو على السياسة وتبدأ نهارها بها، تجمعنا اللقاءات بترتيب او بالصدفة بابناء الكرك الناشطين في المشهد السياسي، الصورة في عمان ليست كما هي عليها الحال في الكرك، هناك تضخيم مفتعل لصورة المدينة وعلى غير الحقيقة، او حتى للشباب الذين يتحركون في السياسة وعلى حب الوطن والعهد للقيادة وحفظ الدولة ومنجزها هم موقنون.
هناك لا يريد شباب الكرك دروسا في الإصلاح من أحد ولا خطبا من نخب عمَّانية، السقف السياسي منطقي ومقبول، يتحدث معاذ البطوش وباسل البشابشه عن رفضهما تحوير الأفكار ورفضهما اختطاف الشارع من قوى ايديولوجية ظلامية لا ترى مصلحة الدولة فوق كل اعتبار، يرفضون الوعظ السياسي القادم من عمان، فالكرك كلها دروس في الانتماء والحرية والوفاء والعهد، وعلى ذلك يحدثونك في رأيهم بالتعديلات الدستورية وملاحظاتهم المهمة عليها مع تثمينهم لما انجز.
حماية الدولة النظام هاجس لديهم، والكلام الممجوج الذي يقال عنهم وعن حراكهم هو نتيجة لغياب التواصل والبعد وعدم قدرة الحكم المحلي في الكرك على إدارة ملفات محلية هناك، والحاجات ليست كلها سياسة، هناك مطالب اجتماعية واقتصادية للناس وهي تحتاج حلولا تنموية وليست آنية.
الكرك حرة بأهلها ووطنية بدم ابنائها وعروبية بالوعي وإسلامية الهوية، ولا احد يقوى على اختزال حراك ابنائها بصورة وكلمات من نوع بخس، كي تظهر وكأنها من العصي المرمية في دواليب الإصلاح؛ فالمجموعة الشبابية في الكرك التي تقود الحراك الشعبي متعلمة ومكافحة، منهم معلمون ومهندسون وطلاب جامعة وعاطلون عن العمل، لكنها مجموعة تفيض وعيا وطنيا، ويقدم الشباب مجموعات مواقف لحراكهم وقد عبروا فيها عن الحرص على امن البلد واستقراره اكثر من غيرهم بكثير من رجال الدولة.
في الكرك اليوم وجوه جديدة وقيادات مجتمعية متحولة بدأت تبرز منذ بداية حراك المعلمين، وثمة وعي شديد لمسألة الحرية والإصلاح، وهو ما يتعدى خطاب الوجوه التقلدية التي يحترمها الناس ويقدرونها هناك، والحرية لا تتناقض في وعي الشباب مع واجبات الدولة على المدينة، فلماذا لا يمثل الحراك الشبابي في المجلس الاستشاري، ولماذا يسعى البعض لتغييب الشباب او تكوين صورة غير واصحة عنهم، ويقولون ان سقف مطالبهم لا يمكن احتماله، لماذا الاعتماد على صور نمطية سلبية يغلف بها كل من يرفض السير بمنطق القطيع؟.
المهم ان يتم الحوار مع شباب الحراك في الكرك، لانهم يستحقون منها كل احترام، ولانهم يقطرون وطنية مثل كثيرين من شباب الحراك في محافظات اخرى، فالتواصل والحوار يمكن ان يكشفا عن صورة مغلوطة وتوهمات غير موجودة، لكن للأسف ثمة من يعيش ويبقى على تشويه صور الناس.
Mohannad974@yahoo.com
الدستور