هنالك مثل شعبي أردني يقول « عريان على خايب الرجاء»، وهو قطعاً ما ينطبق على مقال «ياؤول ميرلتزر» في صحيفة «يديعوت احرونوت» العبرية الذي نشر يوم الخميس 1/9/2011. حيث يشير الكاتب بأن على «إسرائيل» البناء على ما ينادي به أحد أبناء» أبي رغال»، وهو أحد المارقين على الأردن، ويناصبه العداء منذ زمن، وهو الوطن الذي منحه جواز سفره، وحماه في لحظة تيه عاشها وما زال يعيشها. وقطعاً سيكون «أبو رغال» هذا ذات يوم مطلوب للعدالتين: الأردنية والفلسطينية، لتآمره على الأردن مع العدو الصهيوني، ومحاولته تقويض الأركان التي بنيت عليها الدولة الأردنية، وعمله الدؤوب على إيذاء الأمن الوطني الأردني، والاعتراف بصهيونية فلسطين، والمساعدة على تهويدها..الخ.
ويجسد التحالف المضحك- المبكي وغير المقدس هذا، حكاية إعطاء من لا يملك إلى من لا يستحق. فلا أبو رغال هذا له مكانة او وجود في التاريخ والوجدان والحاضر، سواء الأردني او الفلسطيني، وهو ليس بأكثر من «منبت» وباع نفسه للشيطان، ولا «يديعوت احرونوت» تعي بأن «إسرائيل» ذاتها في طريقها للزوال، وقد خلقت ذات يوم لتموت.
إن تداعيات الصراع العربي- الصهيوني، وما آلت إليه حالة الإنكسار العربي والتراجع القومي والتفتت البيني للجسد العربي حتى وصل الأمر لتهديد الوحدة القطرية لبعض إفرازات «سايكس-بيكو» نفسها وما سبقها وتلاها من سياسيات استعمارية. كل ذاك أدى الى أن يتجرأ «ياؤول ميرلتزر»، ذلك المهاجر اليهودي الذي جاء من أصقاع الأرض وشتاتها لفلسطين مغتصباً لعذريتها، محتلاً لأرضها، قاتلاً لشعبها، مقتلعاً لشجرها وحجرها، منتهكاً لحرمات نسائها وأطفالها وشيوخها، معتدياً على ملامح جغرافية قدرها، متطاولاً على تأريخها ومتجنياً على تراثها، شاداً أزره بذلك «الموتور» المشؤوم، حول ما يسمى بمشروع الوطن البديل. لقد ضرب هذان المتطرفان الصهيونيان بمشروعهما هذا بعرض الحائط بكل الأعراف والقيم الإنسانية، وحقائق التاريخ والجغرافيا، ونواميس الحق والعدل. بل وحسب المعطيات الجيو-استراتيجية، وحقائق التاريخ والأعراف السماوية، ومنطق الحق والعدل، بأن « إسرائيلكما» ذاتها هي التي كانت وستبقى في خطر بالرغم من كل الهزائم التي ألحقتها بالنظام الرسمي العربي.
تذكرا أيها «الصهيونيان» بأن هذا الكيان «إسرائيل»، الذي جاء للوجود بجرة قلم، كصنيعة للإستعمار، ونتاجا للاستحقاقات السياسية لمراحل النظام الدولي المختلفة بحروبها الباردة والساخنة، وكموطيء قدم للظاهرة النفطية، ومن أجل حماية مصالح الغرب وإستراتيجياته المتناقضة مع المشروع النهضوي العربي، أقول بأن هذا الكيان هو الذي لن يصمد أمام 350 مليون عربي ومليار ونصف المليار من المسلمين، وأربعة مليارات من بني البشر الذين لا يؤمنون بالاحتلال والإغتصاب والظلم. ولن يكون له مستقبل في ظل الظروف الدولية المتحركة كرمال صحراء العرب، والتي لن تستمر» قمرا وربيع» الى مالا نهاية، ولن يواصل دافع الضرائب الأمريكي تمويل سياسة العدوان الإسرائيلية الى إلأبد، وقطعاً لن تطول حالة الهوان العربي هذه وتشتتها والتي وجدتما فيها واسرائيلكم مرتعاً خصباً لتحقيق أحلامكما المريضة. وكما «الطحالب والفطريات» الطارئة في وجودها، لن تستمر في العيش والنمو على ضعف الآخرين، لأن إكسير الحياة يبدأ من تحت الرماد ومن جذور التراث والقيم والعقائد الملتحمة مع أعماق التاريخ. وأذكركما بأن مثل هكذا مشاريع عدوانية ضد العرب ستفرخ مئات المشاريع العربية المتطرفة التي تدعو لنهاية إسرائيل وزوالها. وحينها لن يجد الإسرائيليون ولا أبو رغالهم مكاناً لهم تحت الشمس. أما أبو رغالكم فقطعاً سيكون للقضاء الأردني معه شأن آخر!
الرأي