الأسد إذ يطل من قصر تشرين؟
د.مهند مبيضين
01-09-2011 09:46 PM
عمون - د. مهند مبيضين - انتهى رمضان، ولم تنته فتوحات جيش بشار الأسد، شرقا في البوكمال ودير الزور ولا غربا في اللاذقية ولا جنوبا بدرعا او شمالا بادلب أو في درة وسط القطر العربي السوري حمص، هناك في المدن وفي القرى والساحل سقطت مقولة الحسم السوري، المغلف بالافراط في التعذيب البشع، وما عرف بشار المنهار، أن دمشق إن استعصت إلا أن غضبها مع حلب سيكون وخيما على نظام انتهت كل موجبات شرعيته إلا عند اتباعة المرتزقة من بعثي الأسد.
والأسد يعرف ان ارسال روسيا مبعوثا لدمشق بعد انتظار بانتهاء الحسم الأمني سينهي ترددها في الحفاظ على نظامه، وقد مر من الأيام العشر نصفها، وإيران التي وقعت منذ شهر صفقتها مع امريكا تبحث عن مخرج لها، وخيارها في دمشق سيكون دعم نظام علماني بعد الأسد وليس نظام سني، لذلك ترى ايران ان دعمها للاسد سيكون خطرا عليها وعلى حليفها التقليدي في لبنان حزب الله. لذلك، المصلحة تقضي بانقاذها لنفسها ولحليفها حزب الله وتقليل الخسائر قدر الإمكان.
الأسد المنهار الذي أراد ان يظهر في صلاة العيد على خلاف العادة، نزل إلى جامع حافظ الأسد، ونسي أنه افتتح شهر الرحمه بقصف حماه، ثم توالت حملات جيشه لمدن أخرى، هناك دكت المساجد، ودمشق التي لم أشبه بمدينة ثكلى، ودمعها لا يكفف إن ذرفت على شقيقاتها من مدن سوريا الصمود، بات الدخول إليها على الهويات.
في قصر تشرين يقف الرئيس ويطل من شرفته على دمشق، وفي ناظره يبدو قاسيون كتكتلة صبر أموي لكن هيهات ان يستفيد الرئيس من ذلك، فلم يكن منه إلا العنت ورفض التعلم، فاضاع كل فرصه.
وماذا يفعل رئيس مثله، اصدقائه بدأوا يتحرروا منه، حماس المقاومة باتت تبحث عن مأوى لأن اخلاقيات قياداتها لا تحتمل ولا تقبل بما جرى، وايران والاتراك والروس استنفذوا الحل، والجيش اتسع الرتق فيه، وجنوده مشغولون بتوفير اسعار أعلى للفضائيات لمشاهد التعذيب الي يتفننوا في تصويرها.
اخيرا كان يمكن ان لا يكون للأسد مصيرا مشابها للقذافي، لكنه أبى واستكبر واستبد واستمتع بجنده ومرتزقته وهم يدعون الناس لتأليهه، لذلك، سيزداد شراسة فيما تبقى له من مدة، وسيبقى شعب سوريا الحر يسطر سطورا جدبدة من الصمود.
Mohannad974@yahoo.com