حسب صحيفة « دي تسايت» الالمانية فقد طلب معارضون لنظام الحكم في سورية من حلف شمال الاطلسي « الناتو»، التدخل عسكريا لدعم الثوار في مواجهاتهم مع الجيش السوري والاجهزة الامنية القمعية.. وحسب الصحيفة الالمانية فان ممثلين قياديين للحركة الاجتماعية في مدينة حمص قد طلبوا تدخلا عاجلا لحلف « الناتو» مناشدين الغرب لغرض حظر جوي على حمص التي يقطنها مليونا نسمة..

وكانت وفود من المعارضة السورية قد زارت عواصم غربية من بينها واشنطن ولندن وباريس وبرلين مناشدين حكوماتها التدخل لدعم الثوار سياسيا وماليا..

واليوم تطالب المعارضة بتدخل عسكري غربي !!!...

ان تجربة ثوار ليبيا مع « الناتو» وطائراته المقاتلة مأساوية.. حيث ان الطيران الاميركي والاوروبي قد شن آلاف الطلعات وقصف المدن الليبية ودون تمييز بين مواقع الثوار والمدنيين العزل من جهة وبين كتائب القذافي من جهة اخرى.. وقد كان طلب ثوار ليبيا تدخلا عسكريا من حلف «الناتو» خطأ فادحا..حيث تكبد الشعب الليبي خسائر كبيرة جدا في الارواح والممتلكات والمنشآت المدنية العامة والخاصة..

وكان يكفي جدا قرار مجلس الامن الدولي بفرض حظر جوي على قوات القذافي وكتائبه المرتزقة...

حيث كانت طائراته تقصف الاحياء المدنية في المدن الليبية فتقتل وتجرح المئات من المواطنين العزل.. وتدمر المنشآت المدنية العامة والخاصة..

ثم ان تجربة العراق الشقيق مع الدول الغربية لا تزال ماثلة امام الجميع.. فهذه الدول الاستعمارية الكبرى لا يهمها ابدا سوى مصالحها واطماعها في ثروات المنطقة...

اما الديمقراطية والحريات وحقوق الانسان والاصلاح كل هذه المطالب المشروعة والعادلة ليست سوى شعارات لفظية تستخدمها اوساطها السياسية والاعلامية لتضليل الرأي العام وللتحريض ضد انظمة الحكم المعارضة لاستراتيجيتها الاستعمارية في المنطقة...

ان لابناء الشعب السوري الشقيق كامل الحق في التظاهر والتعبير عن مطالبهم وامانيهم والبوح باوجاعهم ومعاناتهم، بما في ذلك المطالبة بالاصلاح والتغيير وحتى باسقاط النظام..

ولكن لا يجوز باي شكل من الاشكال اللجوء الى طلب التدخل العسكري او خلافه من واشنطن او من العواصم الاوروبية او من حلف « الناتو» لدعم الثوار..فسوريا ليست مثل ليبيا.. واذا ما احتل الغرب سوريا فان المنطقة باسرها ستقع في حوزة نفوذه ان لم يكن تحت سيطرته الكولونيالية البغيضة..

الرأي