إذا كان الرد على عدو حاقد وأفاق كاذب حقير بالأسلوب الذي يستخدمه وباللغة التي يفهمها , حينما يتعرض للدولة والشعب بالإساءة والاستهزاء عامدا متعمدا, مدعاة للاستهجان والاستغراب والدعوة إلى ضبط النفس والهدوء من البعض, بدعوى أنه يجب علينا أن نكون نحن العقلاء وان نترفع عن الرد, أقول للإخوان جميعا أن هنالك أشياء كثيرة لا يمكن حسابها بحسابات العقل والمنطق,فلقد كنا فيما مضي نتحلى بالسماحة والصبر وسعة الصدر والسكوت على ظلم ذوي القربى والآخرين, من اتهامات أحيانا تكون بالتخوين والتكفير و أحيانا أخرى بالإقليمية, في كتابات ومقابلات تنشر أو تبث في وسائل الإعلام العربية المختلفة, فهل ظن بعضهم أن عدم ردنا عليهم ناتج عن ضعف ,خسئ هؤلاء الخاسئون والله , ولقد وجب علينا أن لا نسكت أبدا على آيه إساءة مهما كانت وان نرد بالمثل وأن نكيل الصاع صاعين لمن تسول له نفسه التطاول على هذا الوطن الذي هو أغلى من كل شيء ودائما على حق, والدفاع عنه واجب مقدس , بكافة الوسائل المتاحة وألا سلحه المتوفرة ,أ سواء كان ذلك عن طريق الجود بالنفس ,أو التصدي بالكلمة الصادقة الحرة القويه القاسية , تصديقا لقوله تعالى [...وليجدوا فيكم غلظة..] صدق الله العظيم ( ونحن الذين تصدينا لذلك الحاقد , في عمون الغراء , لسنا من كتاب التدخل السريع كما اتهمنا البعض , فو الله مازال بعضنا وأنا منهم , كتابا هواة , وما حدث كان مصادفة , لا يجمعنا جامع , سوى حبنا لوطننا , والكتابة في عمون ).
نعم من الممكن أن نختلف داخل الوطن على أشياء كثيرة , ولكن حيال الخطر الخارجي يجب أن نكون كلنا موحدين صفا واحدا وسيوفا مشرعة ,فلسنا حيطا واطيا كي يتطاول علينا الصغار ,ومن حق الأردني آن يدافع عن وطنه,ويفاخر بأردنيته وهذا لا يتعارض مع قوميته وإسلاميتة , فالذي لا يخلص وينتمي لأهله وعشيرته وقريته ووطنه , لا يمكن أن يكون مفيدا للآخرين.
الأردن فقط ( الشعب ... والدولة )... ومنذ البداية ... كان يحمل أفكار النهضة العربية ... والثورة العربية ... ويؤمن بالوحدة العربية .... ويحمل هم العرب والمسلمين جميعا ويدعم قضاياهم العادلة جميعها,ومواقف الأردن الوطنية والقومية لا يمكن المزا وده عليها في (فلسطين ) و( حرب الخليج الأولى ) و( حفر الباطن )وهي التي تثبت مدي الحكمة التي تتمتع بها قيادته في المحافظة على بقائه وفي القيام بدورها القومي بكل حرية ومسؤولية وتعقل وواقعية ودون تفريط بالثوابت, لذا فقد اصبح الأردن موئلا للأحرار العرب, بل ربما النافذة الوحيدة المشرعة و الملاذ الآمن الوحيد لهم في قلب العاصفة.
والأردني المؤمن بما سبق عن رضي وقناعة وأيمان ,لم يتحيز لأرد نيته وينغلق عليها , بل بقي مخلصا لقضاياه القومية والإسلامية , ومستعدا للتضحية في سبيلها بروحه,على العكس من كثير من الشعوب العربية بعد (سايكس بيكو ), وما نتج عنها - دول عربية قطرية- أصبحت واقعا حقيقيا ,وشعب كل (دوله) من هذه الدول (صدق) مقولة انه شعب منفصل ,وبدأ يتحيز لقطريتة .
إن يتوحد الأردنيون ضد أي عدو خارجي ضرورة حتمية وواجب وطني مقدس ,وان يتحيز الأردني لأردنيتة حق طبيعي ومشروع ,( وعندما يرغب العرب بالوحدة فسيكون الأردنيين أول من يلبى النداء) , أما ألان فقد .... آن الأوان , لأن تتجذر ( الأردنه ) وينصهر( الأرادنه) وقد انصهروا فعلا , بالتعايش , والتزاوج ,والتجاور ,ويصبح من ولد وعاش على هذه الأرض منذ زمن بعيد ( أردنيا ) حقيقيا ... ودعونا من قصة الأصول والمنابت...فلا يمكن تجزئة الولاء والانتماء( كما حصل بالعراق )والذي يعتبر الأردن, مجرد جواز سفر ,وليس أولا ,في عقلة وتفكيره ووجدانه ,لا يستحق أن يكون أردنيا .
ومن لا يتصدى للدفاع عن الأردن بكل ما يملك من قوة و عزيمة ضد أي عدوان مادي أو معنوي ولا يكون شعاره( أمرتهم أمري ) بل ( وما أنا إلا من غزيه) لا يستحق أيضا أن يكون أردنيا.
لعن الله الطائفية والمذهبية والعرقية والعنصرية والإقليمية البغيضة الحاقدة والخارجة عن منطق الحقيقة والتاريخ ودعاتها من الجهلة ( دعوها فإنها منتنة ).
ووفق الله الجميع لخدمة هذا البلد الحبيب ,وان يبقيه سندا لامته العربية والإسلامية ولو كرة الكارهون , وان يديم علية أمنه و استقراره وعزته وكرامته وسيادته واستقلاله أبدا , وان يبقي رايته خفاقة عالية مرفوعة دائما , تحت قيادة جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسن المفدى حفظه الله ورعاة . ... آمين .
talabj@yahoo.com