الشباب .. والضالعون في العلم! * العين الدكتور نبيل الشريف
د.نبيل الشريف
29-08-2011 07:21 AM
ما أن أعلن مقترح التعديل الدستوري الذي ينص على تخفيض سن الترشيح لمجلس النواب من سن 30الى 25حتى علت اصوات التشكيك في قدرات الشباب والتحذير من الخطر الذي تمثله هذه الخطوة على المجلس وعلى العملية الإنتخابية برمتها .
وقد نسي هؤلاء المشككون أوتناسوا أن العصر الذي نعيشه الآن هو عصر الشباب، وأن الشباب حققوا في شهور مالم يتمكن "الضالعون في العلم " من تحقيقه طوال العقود الماضية .
وبالتالي فمن غير اللائق أن يصف المخضرمون الشباب بعد اليوم بصفات العجز وفقدان الإرادة ، فقد حسمت التطورات التي جرت على الأرض من هو العاجز ومن هو القادر على الفعل وإحداث التغيير .
كما تثبت وقائع التاريخ أن القدرة على العطاء والإنجاز لاعمر لها ، فقد يبدع في القيادة والريادة شباب في مقتبل العمر ، وقد يخفق المخضرمون في مسارات العطاء والتفوق . وإذا كانت الخبرة وتراكم التجارب تمنح صاحبها مزايا تفضيلية ، فإن الشباب يعوضون ذلك بالحيوية وتدفق العطاء وبالقدرة على التكيف المرن مع المستجدات .
فقد تولى المغفور له الملك الحسين مسؤولية الحكم وهو في سن السابعة عشرة من عمره ،وقاد مسيرة الوطن والامة بكفاءة عز نظيرها .ولم يعش الشاعر البريطاني جون كيتس الإ ستة وعشرين عاما كتب فيه أرق القصائد وأعمقها . ومايزال النقاد يتجادلون حولها حتى اليوم .
لقد منحت ثورة الإتصالات التي تعصف بالعالم حاليا الشباب طاقة جديدة وقوة غير مسبوقة في التاريخ الإنساني ، وما يتعلمه الشباب اليوم من المعارف المتوفرة بسهولة عبر التقنيات الإتصالية الحديثة كانت الأجيال السبقة تحتاج سنوات كاملة كي تحصل عليها .
ولنفترض جدلا أن الشباب يحتاجون لخبرات سياسية ومهارات في العمل الحزبي والسياسي ، فإن الحل يكمن في منحهم هذه المهارات والخبرات والتجارب لا في إعتبار ذلك مأخذا عليهم وكفى . الحل هو أن تفتح الجامعات ابوابها لإحتضان النشاطات السياسية المشروعة للطلبة لا أن تلاحقهم بشبهة الإنضمام للأحزاب رغم أن جلالة الملك هو الذي يشجع الطلاب على العمل السياسي والحزبي المشروع داخل الجامعات . والحل أيضا هو ان تقوم الأحزاب بتشجيع إنخراط الشباب في كوادرها وتمكينهم من ترؤس اللجان والوصول الى المواقع القيادية الأخرى وإطلاق الحوارات التي تخاطب همومهم دون وصاية من أحد .
من المؤسف ان بعض المشككين يرفضون رؤية الأمور على حقيقتها ويفضلون مطاردة الأوهام التي تناسب حساباتهم ومصالحهم .ومن الحقائق الواضحة التي يرفض هؤلاء "المخضرمون " الإقرار بها هي أننا مجتمع شاب وان نسبة من هم دون الثلاثين من العمر تزيد عن 70%من مجموع السكان . ومن الطبيعي أن يكون لهذه الأغلبية السكانية حضورها العادل في كل مجالات العمل السياسي . أليست هذه ألف باء الديموقراطية ؟!