إجهاض الإصلاح بالردة إلى البدائيةابراهيم غرايبه
29-08-2011 06:52 AM
يجري هذه الأيام خطاب مكثف يخاطب النوازع البدائية لدى الناس، ويثير مخاوف البقاء ونزاع الندرة على النحو المعروف بيولوجيا وأنثروبولوجيا في فهم وتفسير سلوك الكائنات الحية (الثديات بخاصة)، أو التجمعات البدائية القائمة على جمع الثمار والصيد والرعي، والخوف والجوع؛ وذلك بتقسيم الناس حسب انتماءاتهم الجغرافية والقبلية، ومخاطبة غرائزهم ومخاوفهم العميقة. إذ يخوّف الناس من الإصلاح والعدالة باعتبارهما تهديدا للناس وضد بقائهم ومكتسباتهم، أو ضد حقوقهم ومواطنتهم، فيعاد تجميع الناس على أساس الصراع وتقسيم الريع والغنائم.. ولنتخيل تداعيات هذا التقسيم والتفاهم الذي يدعو إليه مثقفون من فلول يسارية أممية، ويغرفون من فكر ماركسي وغرامشي جميل وعميق، وتجارب نضالية مدهشة، وويل للأفكار والمجتمعات والناس والحكومات والمصالح عندما تستخدم الخبرات الحزبية والثقافة النضالية العميقة لأجل تكريس الرعوية والشللية والطائفية والشخصانية والشهوات والتطلعات البدائية المزينة بزخرف القول والرطانة. فلو ترك الناس لغرائزهم ومخاوفهم يعبرون عنها بتلقائية وبساطة، لأمكن بنسبة كبيرة تطويرها والارتقاء بها.. ولكن عندما تتسلط عليها عبقرية الفشل والإفشال تجعل الفساد متمكنا متمأسسا.. وبالغ الذكاء.. كما تطور فيروسات الإيدز نفسها على نحو متواصل يسابق التطور العلمي ويواجه تقنيات الدواء والعلاج بجينات جديدة لتدمير أكثر دهاء وذكاء للمناعة المكتسبة.
|
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة