سلام الله على الجيش .. بقلم : علي السنيد
28-08-2007 03:00 AM
هو الجيش العربي فسبحان من اعلاه، ونقاه، وازهاه في قلوب الاردنيين كافة، وجعله درة المؤسسات، وشامة وشهامة وكرامة، وعريناً مكيناً، وخيمة من امان، وفيه الحماة، وسلام الله على الجيش في المعسكرات، وفي الثكنات، وفي نقاط المراقبة والتفتيش، وعلى الحدود، وفوق قمم الجبال، وعلى امتداد السهول، سلام على الايادي الطاهرة التي لامست وجه الوطن بحنو وخشوع، وتسهر في جفن الردى، والناس نيام .سلام على شهدائه الابرار، وعلى افراده، وعلى الاخيار من ابنائه، وعلى من يقبلون ثغر الموت اذا مس عمان طائف من الشر، ونحن عنه غافلون..
سلام عليهم في الطوابير، وفي الميادين، وفي ساحات الوغى، وفي احلام الشباب وكحل الصبايا، وليلة عمانية تغفو في خبايا الروح تطلع من عبق بطولتهم،
فهم الاخيار والابرار، وهم حماة الديار، وهم اول الخير، ومهبط الروح، ومبعث العزة، وعنوان الكرامة والشهامة، وهم الكبرياء، واهل الوفاء، واوسمة من إباء على كتف الاردن الاعلى، ومن عيونه يشعون نظرة حالمة تعطر المدى بزهرة من امل ومن رجاء.
فيهم عبق السنين، واول الحنين، وذكرى الخنادق والبيارق، واشتعال النيران في اثر الحرائق، والموت الذي استل من بين الاحياء الشهداء فندم واعادهم من فوره احياء عند ربهم يرزقون، ووفى الشهيد بوعد ربه وعاد للمحبوبة حياً تزفه زغاريد الصبايا الى الفرح الاخير، وما تشيعه سوى دمعة طفلة تشكو حلو الوداع، والشوق البعيد.
واشرق الحلم الاردني من حدقات عيونهم السود، ومن زنودهم، واستنارت عمان، والمحافظات في الجنوب وفي الشمال تحت انوار قلوبهم.
فحمى الله الجيش املاً، وترنيمة صلاة، وحلماً يكبر في القلوب الكبيرة، ولا يغفو، وابتسامة عذبة على فم صغير، وقطرات ندى تعانق غصناً اخضر، ولقاء عاشقين ادماهما الغياب.
وصولة من حق، وجولة، وبطولة، ورجالاً يخوفون الخوف، وهامات لا تنثني، وايد تقدم الخير وتنير الطريق، وبندقية تظل في يد الابطال شاهداً على البطولة.
فهو الجيش الذي وفى بعهده، واعطى من قلبه، وحفظ طهر الثرى، وما انثنى، وقذف في قلوب الذين كفروا الرعب، والمهانة، وهو عماد الديار، وموئل الاحرار، والابرار، والخيرة والاخيار، وما وهن يوماً في وجه المحن، واستعلى على الموت والردى، وخفض جناحه لأهله الطيبين، وفرش لهم القلب والدرب.
وما طأطأت هامة اردنية تحمل الشعار، فسقى الارض اللون الاحمر، وهمس في قلوب الاردنيين اغنية للحب، والحياة.
فاذا جاءوا يعانقون الموت وحدهم، وجاء الفتح ويد الله معهم، فسبحان الله يوم القى في قلوبهم اعدائهم الرعب، وفي قلوب الاردنيين حبهم، واوفوا لهم من خالص ودهم، وجعلهم السادات، ومنتصبي القامات والهامات، وشد عزيمتهم ببعضهم، وسدد رميهم، وجعلهم خير الاردنيين واول المضحين، فسلام الله عليهم اليوم وفي كل حين...