دشداش و شماغ .. قيافة اهل الارض ورجوليتها
عمر كلاب
26-08-2011 05:48 AM
لا تحتاج الأم لمواصفات ملكات الجمال و رشاقتهن ، حتى يفخر الابن بأن أمه اجمل الامهات ، فأمي اجمل نساء الارض قاطبة وكذلك أمهات الاخرين ، و كذلك الاوطان فهي مثل الامهات ، نحتاج كي نحبها ان تكون مخضّرة ووفيرة المياه و المخزون النفطي و باقي المعادن، نحب أوطاننا ، فقط لانه وطني ، سواء كان صحراوياً أو اخضرَ يافعاً ولا تنحسر نسبة الحب وفقا للمقياس المطري .
نعتب على أمهاتنا و نغضب و كذلك على الاوطان نعتب و نعاتب و نبوح للأوطان بأسرارنا كما نبوح و نحن على صدور امهاتنا همساً و علناً فكلنا ما زال و لن يزال بحاجة الى صدر امه ، كما هو دائماً بحاجة الى صدر وطنه قبل ان يحضنه ترابه للابد .
نختلف على تراب الوطن ، و نختلف تحت سمائه ، ولا نخدش الأرض و السماء و الناس الطيبين ، فنلعن الفقر و القهر و أمريكا و نلعن بعضنا ، لكن لا نلمس او نخدش وجدان الناس الطيبين و نحن نتراشق اللعنات و نتبادلها مثل ورود العاشقين فما زلنا « غرابى « عن ساحة الخلاف الفكري و أسرى لرغباتنا و ما خسرناه او افترضنا انه حق لنا فنذهب الى اسرع حائط كي نجلس تحته و نبكي قهرا لاننا من هناك و كاننا عندما ركبنا اليم عالياً و قطفنا المجد الرسمي كاملا لم نكن من هناك .
نختلف على مكاسب او محاصصة ، ونتفق على غنيمة او وليمة جميعنا بلا استثناء و لحظة اقتراب انقلاب ظهر المجن نرتد على اعقابنا نجرح الارض و الوطن و الناس الغلابى رغم اننا نعلم قواعد اللعبة جيدا من يتقدم الآن يتراجع غداً و هكذا ...... دواليك لكن خلق الانسان جزوعاً .
نعم الوطن ليس دشداشة و شماغا ، لكننا نرى فيهما كل قيافة اهل الارض ورجوليتها، وهدب الشماغ مثل هدب العين كريما على الراس دائما .
هي اشياء بسيطة و لكنها لا تشترى ، الدشداشة او اللباس العربي ، لذا نحب كل اشياء اهالينا من ثوب امي الى مدرقة عمتي ، ومن شماغ جاري الى « قضاضة ابي » .
لا نختزل الاوطان لكن يمكن التعبير عنها بالاشياء البسيطة ، فلماذا نحرص على ايذاء الناس الطيبين و نحن نمارس اختلافنا في ساحة الفكر السياسي .
omarkallab@yahoo.com
الدستور