.. وهكذا يلحق ثوار ليبيا الهزيمة النكراء بالطاغية معمر القذافي وطغمته المجرمة ويطاردونه شبرا شبرا وبيتا بيتا وحارة حارة (وزنغة زنغة) فالشعب الليبي بقواه الثورية وبطلائعه المؤمنة بحق التنعم بالحريات العامة وبالديموقراطية وبرفاه المواطنين وبحق تقرير المصير لا بد وان ينتصر على الطغاه المستبدين الذين يعيثون في البلاد فسادا ويقمعون ويقتلون وينهبون ويسرقون بدم بارد ويتركون شعوبهم تعاني من التخلف والجهل والفقر ويهدرون موارد البلاد وثرواتها على نزواتهم وعلى ابناء عائلاتهم ومحاسيبهم..ويتعاملون مع الاوطان وكأنها مزارع لهم ورثوها عن ابائهم واجدادهم ويتعاملون مع ابناء شعوبهم كأنهم عبيد مسخرون في خدمتهم.. فقط في خدمتهم..

لقد سيطر الثوار الليبيون بعد مواجهات عنيفة مع كتائب القذافي في مدن الشمال والجنوب على مقر اقامة الطاغية معمر القذافي في العاصمة طرابلس موجهين ضربة قاتلة وحاسمة الى نظامه المتآكل، مما اجبر هذا الطاغية وابناءه وافراد عصابته على الفرار باحثين عن ملاذ آمن..وهيهات ان يجدوا على ارض ليبيا ملاذا آمنا للطغاة والمجرمين من امثاله..

لكن إلقاء القبض عليه وعلى افراد عصابته ظل مسألة وقت لتقديمهم للمحاكمة العادلة لكي ينالو جزاءهم الذي يستحقون..

وهكذا انتصرت ارادة الشعب الليبي واستجاب له القدر تصديقا لقول الشاعر ابو القاسم الشابي: اذا الشعب يوما اراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر..

وكلها ايام ويحسم الوضع الامني في ليبيا الشقيقة في صالح الثوار ليبدأوا رحلة الجهاد الاكبر.. ذلك ان امامهم مهمات جسيمة بانتظار انجازها.. حيث آن الاوان للشعب الليبي كي ينعم بحياة حرة كريمة وان ينعم بموارد بلاده الغنية بالثروة النفطية وغيرها.. وآن الاوان لكي يعيدوا بناء ما دمرته صواريخ ومدفعية كتائب القذافي وان يعيدوا بناء اقتصاد وطني متقدم يحقق للشعب الليبي بلدا مزدهرا ووحدة وطنية متماسكة صلبة..

وذلك بمنأى عن المطالبة بالثأر وسفك الدماء والدمار والخراب..

لقد ترك معمر القذافي وطغمته بلدا من العصور الوسطى ومن اولى مهمات الثوار الحفاظ على موارد وثروات الوطن لاعادة بنائه من جديد على النحو الذي يلحقه بالعصر الحديث..

طوبى لطلائع الثورة الليبية وللشعب الليبي الشقيق هذا الانتصار المظفر..ولا بد من انتصار لارادة الشعوب الحرة..

(الرأي)