يربأ المرء بنفسه أحياناً كثيرة عن الكتابة "الهمجية" لا خوفاً من أحد، ولا جبناً عن مواجهة أحد، علا أو نزل، ولكن لكي لا يحشر المرء نفسه في زاوية الردود "المنحازة" أو الرؤى "المتطرفة" أو الردح "الفاضح".. في قضايا ربما كان الردّ عليها تحقيراً وذمّاً وتقزيماً وردّةً عن ثوابت لم تكن يوماً مجالاً لنقاش أو محلاً لتشكيك..!!

يتباهى البعض بما وصلوا إليه على سُلّم الصحافة والإعلام الأردني، وما يبثّونه من "غث وخبث"، ربما يرون أنّنا لا نجيد القراءة والتحليل، وأننا من التخلف بحيث لا نميز بين الصالح والطالح، بين الضارّ والنافع، بين الطيب والخبيث، ألا شاهت وجوههم وشاهت وجوه منْ احتضنوهم وصنعوهم وفرشوا لهم طريق الريحان من مسؤولي هذا البلد ومعتوهيه وجبنائه ومرتجفيه..!!

فتحوا لهم طريق الكلمة وأبواب الصحافة على مصارعها، وهيأوا لهم القلم والدواة والصحائف، ووعدوهم بالعسل والترياق، فتملقوا وتسلقوا، وقد خانوا معاً أمانة المسؤولية، وقدحوا معاً قدسية الكلمة، فازوا بمغانم وفيرة من سيارات فارهة وفلل فخمة وحسابات بنكية وهدايا وعطايا وحياة باذخة على حساب أم ثكلى في صبحة وصبحية أو أيتام جوعى في أذرح يعانون شظف العيش، أو عائلة مسكينة في الحسينية الجنوبية تعيش ثبح الصحراء تعاني الحرّ والقرّ وقلة الزاد ولوثة الماء.. أو عجوز في بصيرا أو القادسية تعاني مرارة الحرمان تحت أسقف الصفيح.. فيما هؤلاء يسبّوننا جهاراً ويلعنون أصولنا وجذورنا وجدودنا وتاريخنا وينعتوننا بالتخلف، ويفرد لهم مسؤولون في الصحافة ومسؤولون في مواقع صناعة القرار صفحات المجد والكلمة، وهم يسرقون حليب أطفالنا..!!

على صحافتنا الأردنية بعد اليوم أن تتطهر من رجس هؤلاء ونجاساتهم وسمومهم، فليس من الحرية في شيء أن ينبري البعض لشتمنا على صفحات جرائدنا الوطنية، وكيف يسمح لقلم شاذ أن يكتب وينشر تفاهاته وخبثه على الملأ..!!؟

تطهري أيتها الصحافة الوطنية من أرجاس هؤلاء "المردة" فما يكتبونه يقود إلى التهلكة، وما كانت الصحافة يوماً إلا عامل بناء ونهضة وحرية ووحدة.. وليست لزارعي فتنة أو متصيدي فرصة أمثال هؤلاء الأرجاس الأنجاس..

وأنتم أيها المسؤولون ارفعوا وصايتكم عنهم، فلا حصانة لمتسلق أو متملق أو فاسد أو مارد، وما لم تفعلوا سيرفع الشعب وصايته عنكم أنتم وستوضعون في صفهم لا محالة، فلا يلي المسؤولية منْ يحتضن شاتمينا بعد اليوم..!!

Subaihi_99@yahoo.com