facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




الشام .. دماء على طريق الحرية


محمد حسن التل
25-08-2011 05:59 AM

مَن لهذا الدم المسفوح على تراب الشام الشريف منذ شهور، مَن للأيتام في حماة، مَن لصرخات الأرامل في حلب، من لآهات الثكالى في حمص، من لوجع المقهورين في كل المدن السورية، وسجون الظلم منذ عقود، من للملايين من أبناء الشام، المشردين في بقاع الأرض، من لكل هؤلاء، الذين لا ذنب لهم، إلا أن قالوا: لا للبعث، لا للظلم، نعم للحرية.

بأبي ذلك الطفل، الذي قتل أمس الأول، أمام العالم، بشوارع حمص، بدم بارد وبأيدٍ جبانة مرتجفة، لا تعرف قيمة الحياة ولا قيمة الطفولة عند ربها.. لا تعرف إلا القتل والتدمير في الظلام، والتآمر على شعوبها.

منذ خمسة شهور، والقتل المجنون منفلت من عقاله في سوريا، ضد طالبي الحرية والكرامة، والدم السوري الحار يشخل على التراب الطهور، أمام نظر الأمة والعالم، منذ أربعين عاماً، والشعب السوري يعاني من حكم شمولي منغلق على نفسه. وقد دفع السوريون ثمناً باهظاً لقسوة هذا النظام وتجبره. لقد ظن الناس خيراً بالأسد الابن، على اعتبار أنه من جيل الشباب، منفتحٌ على كل الأفكار، مؤمنٌ بحرية الشعوب وكرامتها، ولا يؤمن بالقوالب الجامدة، وأنه سيكون قريباً من شعبه، ليفك القيود عن هذا الشعب، المنكوب بحريته وكرامته، ولكن الفجيعة كانت كبرى، حيث خاب الأمل وفشل الظن الحَسَن به.

والجريمة الأكثر بشاعة من الجرائم التي ترتكب على أرض الشام، هي محاولة البعض، تبرير هذه الفظائع، بحجة أن نظام دمشق، نظام مقاومة وممانعة، وبالتالي يحق له ما لا يحق لغيره.. يحق له ذبح الناس على طريق تحرير فلسطين!! النظام السوري، لم يكن يوماً، نظام ممانعة أو مقاومة، فقد ذهب إلى مدريد مع الذاهبين، وقبل ذلك، كان في "حفر الباطن"، وجبهة الجولان منذ أربعين عاماً، لم تشهد أي جبهة عربية مع إسرائيل هدوءها وأمنها، ولم نسمع يوماً، أن نظام دمشق، أعلن الحرب على إسرائيل، أو حتى ينوي، بل على العكس، صمت إزاء كل الاستفزازات الإسرائيلية، وكان دائماً جوابه المعروف، أنه سيرد على هذه الاستفزازات، في الزمان والمكان المناسبين، وحتى الان بالطبع، لم يأتِ هذا الزمان، ولم يتحدد ذلك المكان!! لا يستطيع أحد، أن يفهم نفسيات هؤلاء، الذين يبررون ذبح الشعب السوري، بحجة وقوفهم مع النظام في سوريا، الذي يقولون، أنه واجه مؤامرة خارجية، الذي يواجه مؤامرة خارجية، عليه أن يحصن داخله، لا أن يدمره على رؤوس ساكنيه.

سيعلم هؤلاء، بعد أن ينتصر طلاب الحرية في شام فيصل الطهور ويوسف العظمة وابراهيم هنانو وسلطان الاطرش وكل الشرفاء، أي منقلب سينقلبون، أمام ضمائرهم، وأمام أبناء الشام الشريف، الذين عطَّروا أرض شامهم بدمائهم، من اجل حريتهم وكرامتهم، كاولئك الذين راهنوا على بقاء عقيد ليبيا، المخلوع.

سوريا وشعبها اليوم، على طريق الحرية، وإن كان هذا الطريق سيعبّد بالشهداء، والتضحيات، لكنه في النهاية، سيصل بسالكيه إلى الهدف المنشود، وسيعيد الشام، إلى أهلها، وإلى أمتها، وإنْ طال الفراق، وسينكسر القيد، مهما اشتد على معاصم الأحرار، وستصدع مآذن الجامع الاموي، بتكبيرات الحرية، وستقرع اجراس كنائس الشام الشريف، بمعزوفة النصر، فانَّ الشعوب المظلومة إذا غضبت فتكت.

الدستور





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :