ذكريات من مصر واشياء اخرى
أ.د. سعد ابو دية
24-08-2011 02:31 PM
اعاد لخاطري رحيل الفنان كمال الشناوي ذكرياتي مع اهل الفن والسياسه ذلك انني اثناء عملي بالسفاره الاردنيه بالقاهره فتحت الباب لعلاقة قويه مع مركز الاهرام الاسترايجي ولم اغب مره عن جلسات بعد ظهر يوم الاحد وكنت غير المصري الوحيد والواقع ان هذا كرم اخلاق مصريه اصيله مازالت اصداوءها تتردد في خاطري ومازال نفس الاشخاص في الاهرام حتى الان فالامور في مصر لاتتغير بسرعه وهذا من طبع الشعب المصري وفي الوقت نفسه كان بابي مفتوحا مع اهل الفن واهل الفن في مصر اصحاب نفوذ واذكر مره سهرنا في منزل كمال الشناوي وهو لايبعد عن السفاره واذكر حديثه الطويل عن اصحابه انور وجدي وهو حلبي من عائلة الفتال وروى لنا الكثير من نوادره والتي لم تعطني فكره جيده عنه .
على العموم ليس المهم هذا الحديث والمهم ان المصريين اتهموا كمال انه ماسوني ونفى هو ذلك ولكن رسالة ماجستير في جامعه عين شمس لوائل الدسوقي نشرت في كتاب عام 2008 فتحت الباب للتعليقات التي قراتها وفيها استعراض اسماء ممثلين سينماء وساسه كبار عرب ومصريين في القرن التاسع عشر والقرن العشرين واسباب الانضمام وان الممثلين التحقوا بالحركه للوجاهه فالماسونيه قديمه وجاءت مع نابليون وكان كليبر رئيسا لمحفل ايزيس ثم دخل الطليان والانجليز والاميركيين ولمع اسم رئيس الوزراء راغب باشا كماسوني اكثر من لمعانه وتقديره عندما اسس في عام 1907 النادي الاهلي وغير راغب هناك الخديوي توفيق وجمال الافغاني ومحمد عبده ويتهموه انه لم يحج مرة واحده و يتهموا سعد زغلول بانه قصر في المفاوضات ويتهموا اخاه وغيره مثل النحاس والنقراشي ومحمد فريد وعبد الله النديم وعبد الخالق ثروت وغيرهم ولكن يجدون لهم عذرا بان الظروف عند معظهم كانت هي السعي للبحث عن مكان امن للمعارضه وان البعض يبحث عن وجاهه خاصه الممثلين الرجال وزج الكاتب وائل والمعلقين عليه باسماء عديده من الممثلين مثل محمود المليجي وغيره ويقولون لك انهم التحقوا بالماسوتيه للوجاهة وان احداث 1948 و1956 جعلتهم يتراجعون على اعتبار ان الماسونيه ترتبط مع الدول التي قامت بالعدوان على مصر وقبل ذلك شن عبد الله النديم هجوما على الماسون الشوام (يقصد بعض رجال الصحف من لبنان) الذين تدفق بعضهم على مصر .على العموم فان جمال عبد الناصر اوقف النشاط عام 1964 وهنا سانتقل مع القراء للمقارنه بين ظروف مصر في الفتره التي دخلت الماسونيه مصر والفتره ذاتها في العراق تلاحظ ان البلدين كانا مليئين بالتعدديه وفيهما يهود ومسيحيين ولكن الذي لفت انتباهي توجه يهود العراق في الفتره ذاتها الى التجاره والاندفاع بقوه ونجاح نحو الهند .
كان في كلكتا وبومباي 657 تاجر يهودي عراقي في عام 1837 وكان في بغداد 7000 يهودي عام 1830 ويحتل الرجال مناصب رفيعه ودفعتهم التجاره الى الصين وتركبا ومصر وانجلترا وفتحوا البنك الشرقي في بريطانيا وفتحوا فرعا له في بغداد عام 1912وفي تلك الفتره وبعد الانقلاب العثماني عام 1908 فانهم نشروا ثلاث صحف.
كانوا يصدروا الصوف من كردستان الى مانشستر في بريطانيا وسيطروا على تجارة القماش والمصارف والكمبيالات .هناك عائلات مميزة متل دانييال وساسون . وشكل عام عاش اليهود في العراق في اطمئنان غير عادي لم يحلموا به في اوروبا وساهموا بدورهم في المشاريع الخيريه كانوا عراقيين عثمانيين .
لفت انتباه الانجليز في البصره في تلك الفتره ان الايرنيين واليهود كانوا يقومون بالعمل بتكاليف بسيطه دون بذخ كالاوروبي كانوا يبيعون الكثير في ربح قليل على عكس الاوربيين .
اقول ان مصر عاشت اجواء اخرى تختلف عن العراق و قرأت عن اشارة بروان مولف شيفرة دافنشي في كتابه الجديد الرمز المفقود عن ا لاهتمام الاميركي بمصر في اخر القرن التاسع عشر باشارته للماسونيه خارج واشنطن.
ومازال المصريون يكتبون ويعلقون ويقولون ان منير ثابت خال جمال مبارك رئيس محفل وان جمال وان وان وان لااريد ان استمر واريد القول والتعليق للنتيجة التي وصلت اليها ان العراق شهد تعدديه وان الانتاج كان مستمرا واستفاد العراق كثيرا وان القرن التاسع عشر شهد نهضه تجاريه وشهد حركه تجاره لم تكن موجوده في الوطن العربي ولا مقر الحكم في حين شهدت مصر هذا الحراك الفكري منذ مجيء نابليون واستمرت ومازالت