«أغلب الظن» إن هذا هو «التطبيع»!
صالح القلاب
23-08-2011 06:42 AM
أليس غريباً ومثيراًً للتساؤلات أن يبقى الإخوان المسلمون ,على وجه التحديد, يستندون إلى أخبار الصحف الإسرائيلية ودسائسها ويتعاملون معها على أنها حقائق لا يأتيها الباطل لا من بين يديها ولا من خلفها للتشكيك بوطنية هذا البلد ولتسديد حسابات حزبية مع هذه الحكومة وحكومات سابقة وكل هذا بينما هم وغيرهم ثقَّبوا آذان الشعب الأردني ببيانات شجب التطبيع وتوعد المطبعين بالثبور وعظائم الأمور.
من المفترض أن الشيخ حمزة منصور ,الذي بسبب البطالة السياسية التي يعيشها حزبه ويعيشها «إخوانه» ,يتحفنا في صبيحة كل يوم بإثارة قضية مُعَنْونة بـ»أغلب الظن», يعرف إن أبشع أشكال التطبيع وأخطرها هو تصديق الروايات الإسرائيلية والتعامل معها كحقائق إنْ كانت بمستوى رواية «القناة العاشرة» في التلفزيون الإسرائيلي أو رواية «التوراة» المزورة التي تتحدث عن فلسطين كأرضٍ وعد الله اليهود بالعودة إليها.
عندما يلتقط الشيخ حمزة منصور خبراً ,من المؤكد أن قناة التلفزيون الإسرائيلي المشار إليها قد دسته في هذا الوقت بالذات لأغراض من المفترض أنها معروفة, ويتعامل معه على انه حقيقة :»إن هذا الخبر ,إن هو صح, وأغلب الظن أنه صحيح» فإن المفترض أن يدرك وأن يعرف أن التقاط رواية إسرائيلية والبناء عليها لتشويه سمعة الأجهزة الأمنية الأردنية التي لولا يقظتها لما استطاع أن ينام بلا كوابيس مرعبة ولا لليلة واحدة هو أسوأ أشكال التطبيع وأخطرها.
لم تتوقف الصحف الإسرائيلية ولم يتوقف كثيرون من المسؤولين الإسرائيليين عن استهداف الأردن وقيادته ومسؤوليه بالأخبار «المفبركة» التي هدفها التشويش والتشويه والغريب أن الإخوان المسلمين ,الذين هم أكثر الناس معرفة بالآية القرآنية الكريمة القائلة :»يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ», هم أول من يسارع لالتقاط هذه الدسائس والبناء عليها والتعامل معها كحقائق وهذا هو أخطر أشكال «التطبيع» يا شيـخ حمزة منصـور... هداك الله.
إن هذه ليست المرة الأولى التي يسارع فيها الإخوان المسلمون إلى التقاط رواية إسرائيلية والتعامل معها كحقيقة وعلى طريقة «وأغلب الظن» لتشويه صورة الأردن والمس بوطنية أجهزته الأمنية والدبلوماسية وهنا فإن المؤكد أن الذين تابعوا صحيفة «السبيل» الغراء قد لاحظوا الاستمرار بتبنيها لأخبار الصحف الإسرائيلية ولتصريحات المسؤولين الإسرائيليين التي هي عبارة عن دسائس «مفبركة» للإساءة لهذا البلد والسعي لدق إسفين الفتنة بين أبنائه.
هل يجوز لقائد سياسي كبير مثل الشيخ حمزة منصور ولجماعة راشدة هي جماعة الإخوان المسلمين تبني رواية جهاز إعلام إسرائيلي من غير المستبعد أنه مُدار من قبل «الموساد» وتصديق أن «جهات رسمية أردنية» قامت بتحذير السلطات الإسرائيلية من هجمات «إيلات» الأخيرة قبل وقوعها.. هل يجوز الأخذ بدسائس الإسرائيليين والتعامل معها كحقائق وذلك إلى حد توجيه مذكرة معلنة!! إلى رئيس الوزراء ومطالبته بـ»تطهير» الأجهزة الأمنية والدبلوماسية الأردنية من أي اختراقات مزعومة.
هناك استهداف واضح للأجهزة الأمنية الأردنية ,للمخابرات الأردنية على وجه التحديد, والهدف هو استهداف الدولة كدولة فتشويه سمعة هذه الأجهزة المشهود لها عالمياً بالكفاءة وبالمهنية والتفوق القصد منه تدمير هيبة الدولة وعلى هؤلاء ,الذين من المفترض أنهم يعرفون أن ما ينعم به هذا البلد وأهله من أمن واستقرار هو نتيجة سهر هذه الأجهزة بضباطها ومنتسبيها الذين هم أبناء هذا الشعب ,الذي لا يستطيع أي كان المزايدة لا على وطنيتهم ولا على التزامهم القومي, أن يدركوا أن أكبر اختراق إسرائيلي هو تصديق هذه الروايات المدسوسة والتعامل معها وترويجها كحقائق.
الراي