بطاقة دعم الخبز .. من يستحقها ?
سلامه الدرعاوي
23-08-2011 05:05 AM
تستعد الحكومة لطرح بطاقة الكترونية مخصصة لشراء الخبز, ويستثنى من حمل تلك البطاقة غير الاردنيين بجميع فئاتهم وجنسياتهم, والهدف من ذلك كله توجيه دعم الخبز الى مستحقيه من المواطنين وتوفير ملايين الدنانير على الخزينة .
هناك اكثر من مليون وافد في المملكة يحصلون على ذلك الدعم وياتي ايضا للمملكة ما يقارب المليون سائح سنويا,وبالتالي فان حرمانهم من الخبز المدعوم سيوفر ما يقارب 20 بالمئة من دعم الخبز, وهو امر جيد من الناحية النظرية, لكن الامر ليس بهذه البساطة فالمسالة بحاجة الى تقييم اكثر وذلك لاسباب عديدة لعل ابرزها كيفية منح تلك البطاقة اساسا.
فالبطاقة التي تطلق عليها الحكومة بالذكية لا يوجد فيها من الذكاء بشيء للاسف, فهي موجودة في كل دول العالم تقريبا لكن عكس توجهات الحكومة, لان من يحصل عليها هم الوافدون وليس مواطنو الدولة, فالاصل ان تتعامل الدولة مع الاستثناء لا مع الاصل او الاغلبية.
صرف بطاقة الخبز فيه امتهان شكلي للاردنيين, الذين سيصطفون على الدور ويحصلون على الخبز بعد ان يقدموا تلك البطاقة, ولا ادري كيف سيتعامل المخبز او المتجر اذا فقد المواطن بطاقته, هل سيذهب الى المخفر للبدء بمعاملة بدل فاقد ?
كما ان فرض اسعار خبز جديدة على الوافدين والمقيمين فيه رسالة خاطئة الى دول صديقة ومانحة يوجد بها الاف الاردنيين الذين يعملون فيها ويتمتعون بميزات اقرب لمواطني تلك الدول, فهل يكون التميز بين المواطنين والمقيمين بالخبز?.
توجيه الدعم الى مستحقيه لا يكون ببطاقة انما يكون ضمن برنامج شمولي لمعالجة الدعم المقدم للخزينة وهذا الامر يتطلب اولا افصاحا حقيقيا لقيمة الدعم الذي تتحمله الخزينة, لانه في الحقيقة هناك شكوك كبيرة في صحة تلك الارقام التي تتضارب بين تصريحات وزراء الحكومة الواحدة, والجهة المخولة بكشف تلك الارقام هو مجلس النواب الذي يصادق على الموازنة العامة.
معالجة الدعم المقدم من الخزينة حق للحكومة. وفي هذا الاطار, على الجهات الرسمية ان تختار الوقت اللازم لذلك حتى ينجح اي مشروع, فالوقت الراهن ما زال يعج بالحراك الشعبي وهناك الكثير من الاحتجاجات والاعتصامات التي تثير الذعر في بعض الاحيان, فالشارع ليس بحاجة الى مواطن احتقان جديدة.
الشكل الوحيد لازالة التشوه في الية الدعم هو زيادة رواتب العاملين في القطاعين العام والخاص زيادة مجزية تغطي فروقات الدعم حتى يتسنى للحكومة انهاء ذلك الجدل العقيم حول كيفية ايصال الدعم الى مستحقيه.
salamah.darawi@gmail.com
العرب اليوم