كالعادة توضب الشمس الحارقة في حقيبة ثيابك وتترك لي شمسي التي اعتدت عليها وترحل عني بصمت, بينما أبقى على عتبة الانتظار أراقبك بصمت والافكار التي تدور برأسي لا تدفعني إلا لمتابعتك بالنظر وحسب.
بعد أيام ينثر رجلي المنتظر خصال شعري خائبة على كتفي بعد أن يسترد وشاح امنيات وعدني بها؛ لم أحقق إلا بعضاً منها وعندما أرغب في الثورة على وشاحي أقمع ثورتي عندما أشعر بكفه تربت على وجنتي بهدوء, وأبقى متجمدة خلف باب الدموع عندما تحمله آخر نسمة صيفية ويرحل تاركاً لي كتبي وأوراقاً قد تفيض بنبض ينتظر أخباره.***
أيلول قادم.. هاهو يدق بيبان الصخب الذي ملأ حياتي, ويطلبني لأخرج إليه خاوية الا من فتات أغان تصدح في رأسي, وأبيات شعر لم أتمكن من حفظها تماماً تدور كلماتها يتيمة في ذاكرتي. فبعد أيام سيأخذ أيلول بيدي ويبعدني من حياة لم تكن لي لكنهم أقحموني في تفاصيلها, ويعيديني إلى رشدي, يخلعني من سهرات يغيب عنها الجمال الحقيقي خلف نساء يحسنّ الرقص والتجمل والخداع والحسد, وعائلات لم تصل بعد لمعنى السعادة الحقة, وأطفال تصرخ في أعينهم الحاجة لحضن حان يفتقدونه.
***
أيلول قادم يحمل لي "أغنية فيروز" و"بيجامة" و"بوط" رياضة حتى أخلع الرتابة والملل عني وأرتدي التسكع لأغرق في حضن بلدي الذي يقابل تتابع الفصول المتعاقبة بتثاؤبه المعتاد, سأرتدي التسكع وأغرق من جديد في حضنك يا وطني متتبعة بصمت كل الاحداث التي مرت وأنت بدورك ستعينني عندما تبسط لي شوارعك القديمة التي ملأتها السنوات بالحنين والحكايا.
***
أيلول قادم.. حتى يحفز كفي على الانغراس في جيبي باحثة عن قلمي الذي تاه عني, ويحرض قدمي على ملاحقة أي حجر يعيق تقدمي نحو ذاتي.
hakaweebent@yahoo.com