مر وقت لم نسمع فيه عن إجتماع للجنة التعيين للمناصب العليا فهل تخلت الحكومة عن أسلوب المسابقة لشغل المناصب العليا ؟
ملأت الحكومة مواقع شاغرة , واختارت أن تفعل ذلك بمعزل عن اللجنة مع أنها موجودة وهي التي تتألف من وزراء ومسؤولين معنيين مع أن التعيين وإن كان شكلا عبر اللجنة يعفي الحكومة من ضغوط الواسطة , كما يعفي صاحبه من تبعات التعيين بالطرق التقليدية , مثل تزكية وزير أو جهة ما , ما يجعله في موقعه قويا لا يخضع لضغوط من كان لهم فضل في بلوغه المنصب .
على أية حال لا تزال التعيينات في المناصب العليا وحتى الصغيرة شيء من الواسطة وأسباب أخرى لا علاقة لها بالكفاءة , حتى نزل مستوى المنصب العام لعدم قدرة شاغله وبتنا نسمع من التشكيك في كفاءة بعض كبار موظفي القطاع الحكومي أكثر مما نسمع من إشادة ، ونسمع من بعض المنتقدين أنهم لا يقبلون توظيف بعض شاغلي المناصب العليا في أدنى المستويات الوظيفية في مؤسسات هامشية ، ومع أن مثل هذا الوصف فيه مبالغة ، فكثير من الموظفين هم من ذوي الكفاءة العالية وإن كانت الفرصة لم تصلهم بعد ولكن من المؤكد أن كثيرا منهم كذلك تنطبق عليه عبارة الشخص غير المناسب في المكان غير المناسب.
قد يكون من المناسب رفع مستوى عملية التعيين في الوظائف العليا ففي بعض الدول يتم ذلك بقدر أكبر من المهنية وفي بعض الدول تقدم الحكومة قوائمها من الترشيحات إلى مجلس النواب لتتولى لجان مختصة فيه بامتحان المرشحين والتحري عن مدى الكفاءة التي يتمتع بها والنظافة كذلك .
صحيح أن بعض المناصب التي شغلت مؤخرا لم تنل الرضى لأسباب ليست مهنية , لكن من الصحيح كذلك أن كثيرا منها لم تكن في مكانها الصحيح , ليس من حيث الكفاءة بل من حيث الخبرة , إذ لا يعقل أن يتولى طبيب مثلا منصب له علاقة بالمواصلات وليس مقبولا أن يتولى مهندس وظيفة ترتبط بالصحة والرقابة على الغذاء , كما أن متخصصا في الطاقة أو في هندسة الطرق لن ينجح في إدارة مؤسسة مالية , كذلك ليس بإمكان أستاذ جامعة أن يتولى مؤسسة معنية بالإستثمار وهكذا .
بعض المناصب ذات الصفة المهنية تحتاج الى مهنيين متخصصين فيها ومن غير المقبول أن تشغل بالوجهاء .
qadmaniisam@yahoo.com
الرأي