حكومة البخيت .. الإنجاز الهادئ والوعود الصادقة
محمد حسن التل
18-08-2011 07:39 AM
خلال لقائنا أمس - رؤساء تحرير الصحف اليومية - رئيسَ الوزراء الدكتور معروف البخيت، وصلت لهاتفه رسالة خلوية حيث قام بقراءتها وقد علت وجهَه ابتسامة حملت معاني كثيرة أثارت فضول الحاضرين ودفعتهم للسؤال عن مضمون الرسالة، فأجاب البخيت: «إن خالد شاهين في طريقه الى عمان، فقد أغلقت الآن أبواب الطائرة القادمة وهو على متنها من ألمانيا الى عمان..».
بهذه الكلمات يكون رئيس الوزراء صدق الوعد الذي قطعه على نفسه قبل أشهر خلال مؤتمر صحفي، حين أكد أن الدولة أكبر من الكل ومن خالد شاهين، وسيتم اتخاذ كافة الاجراءات لاستعادته.
لقد جاءت خطوة الحكومة باحضار خالد شاهين، ومن قبل تلك الاجراءات العملية التي اتخذتها تنفيذا للرؤية الملكية في الاصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والادارية، لتشكل بمجموعها إنجازات تسجل للحكومة التي عمل رئيسها بهدوء وروية بعيدا عن الصخب والضجيج الذي يرافق هذا الحدث، بالتوازي مع جهد هادئ يستهدف ترجمة إرادة ورؤية الدولة الاردنية في المضي قدما في عملية الاصلاح والتطوير الشامل.
إن إنجاز الحكومة لتشريعات الإصلاح السياسي كقانون البلديات والاجتماعات العامة ونقابة المعلمين، وجهودها الراهنة لانجاز دراسة مخرجات لجنة الحوار الوطني بخصوص قانوني الاحزاب والانتخاب، وأيضا التعديلات الدستورية التي ستتم إحالتها الى مجلس الامة على شكل مشروع لتعديل الدستور ضمن القنوات القانونية والدستورية والتشريعية، جاءت وفق منظور مدروس وبمنهجية علمية بعيدا عن النمطية والتقليدية، وسريعة دون أي مقدمات وضجيج إعلامي مفتعل، بما يعكس ديناميكية معهودة لرئيس الوزراء ويؤشر الى جملة من الدلالات والمضامين من أجل تنفيذ التوجيهات والرؤى الملكية السامية، باعتبارها القاعدة الأساسية التي سَتُشيّد على مداميكها أعمدة بناء الاردن الذي يريده جلالة الملك دولة نموذجية ودولة عدالة ومساواة وتسامح وتعددية وتشاركية وديموقراطية حقيقية.
وحتى الآن، فان ما تحقق على صعيد عملية الإصلاح، يؤكد أننا دولة قادرة على تجديد نفسها، وواثقة من مراجعاتها لمواصلة المسيرة بالحوار الوطني الديمقراطي حول الاصلاح، بما يعزز مسيرة الإنجاز والاستقرار والبناء على المكتسبات الوطنية والتقدم نحو المستقبل ضمن الرؤية الملكية الاصلاحية التحديثية التي شهد لها العالم بالإشادة.
إن محاولات البعض التشكيك بجدية عمل الحكومة في ملف الإصلاح، والتشويش عليها بتوجيه النقد لجهة وجود بطء في خطواتها، هو بدون شك نقد غير موضوعي وأقرب الى ذرِّ الرماد في العيون، ويعكس لدى من يقف خلف هذا الموقف، حقيقة وجود موقف مسبق من أي خطوة إصلاحية لجهة عدم رغبته بالإصلاح كنهج وطني.
وإذا كانت العبرة بالنتائج، فإن ما تحقق من وثبات إصلاحية يبقى ماثلا للعيان وحقيقة باتت راسخة لا مجال فيها للتأويل أو التشكيك بالنوايا والجهود المبذولة على هذا الصعيد، وما زال الباب مفتوحا أمام تلك الفئات التي تتخذ مواقف مسبقة من الإصلاح للعمل بروح الفريق الواحد على صعيد الهدف المشترك الأسمى، وأساس هذا الهدف الحرص على وطننا، وأما الاختلاف في الآراء والاجتهادات فإنه المدخل للحوار والوسيلة الراقية لتقديم الأفضل.
إن المراقب المحايد لإنجازات الحكومة خلال الشهور الستة الماضية، لا شك أنه سيدرك أن الإنجازات فاقت الاستيعاب الزمني العادي من ناحية القيمة الكبيرة لهذه الإنجازات التي جاءت انطلاقا من الرؤية الملكية لدولة المؤسسات.
(الدستور)