هناك سرّان عجيبان في رمضان لم استطع الى هذه اللحظة ان اكتشف مكنوناتهما : الأول: الاستخدام المفرط «للفتّيش» عند الأولاد..والثاني تعطّل «ستلايت» بيتي.
***
كل عام، وما ان ينتهي سماحة قاضي القضاة من إعلان أول أيام شهر رمضان المبارك ..حتى يبدأ «الدش» بالتقطيع والتخطيط وغياب الصورة عن الشاشة..
للعام الثالث على التوالي مع اول يوم في رمضان «يصوم الستلايت عن البث»..
مضى أكثر من نصف الشهر ..ولم اترك فني «ستلايت»، أو بائع قطع، او كهربجي، او مواسرجي، أو «تبع قطايف» الاّ ورجوته أن يأتي لتصليح «الستلايت» ويأخذ أجرة التركيب كاملة..ومع ذلك اعتذروا جميعاً عن الصيانة بحجة «أنها مش محرزة»...بصراحة اشتقت لأولادي، فمنذ ستة عشر يوماً وهم موزّعون في الصالونات وغرف جلوس عند أعمامهم والجيران ولا يأتون الاّ عند الإفطار، ما ان يلبثوا حتى ينفضّوا بعده مباشرة..
كل نهار، الناس تمضي ساعات الغروب بالابتهالات وانا امضيها بمحاولات التصليح... اجلس على السطح منهكاً مثل رقم (6) بالانجليزي ..ارتدي سروالي البيتي و»فانيلتي» البيضاء ..تحت فخذي «زرّادية» ومفكّ مصلّب..اضع الصحن بحضني والتلفون على أذني وأجرى مكالمة مجانية مع ام العيال.. هيك...في صورة؟؟..لأ!!..طيب هيك؟..كمان لأ...هيك؟..لأ..طيب هيك؟.. ولا هيك..ما في شي..طيب ولا حتى هيك؟؟..ما في...هيك؟..بس خليك مكانك!! اجت الصورة؟؟؟..لأ احترقت صينية البطاطا...فأحمل «زراديتي» و»مفكي المصلّب» وأعود من بيت الدرج وانا أجرّ اذيال الخيبة و»القشل»..
منذ بداية رمضان وأنا أردد نفس الكلمات..هيك..لأ..طيب..هيك؟.. ولا هيك..طيب ..هيك؟..ما فيش!..هيك؟..لأ...ولا حتى هيك؟؟..ولا اشي...ثم عندما تسقط الشمس في بطن الغروب أنزل حاملاً زراديتي و»مفكي المصلّب» من جديد..ولا أجد ردّاً مقنعاً لتعنيف «المدام» المبطّن..وهي تقول: والله مانا عارفة لويش شايل هالزرادية وداير!!..
أمس فقط، قبل ابن حلال ان يصعد معي الى السطح لتصليح «الدش واللاقط معاً»..صحيح أني حملت عنه صندوق العدة و»لفة الأسلاك» ووصلة الكهرباء الطويلة وتلفزيون التجريب و»طشت» كان قد اشتراه بطريقه لبيتهم..الا انه لم يقصر معي، يكفي انه تنازل وقبل ان يصلح لي «ستلايتي» في الوقت الصعب .. بعد ان اجتاز الرجل حبل الغسيل الأول وحبل الغسيل الثاني وحبل الغسيل الثالث دون ان يتعرقل او «يشنق رقبته» نظر الى الستلايت من بعيد ..ثم نظر الي وقال..
هذا «ستلاتيتك»؟
أنا: نعم!!
مين «قليل الفهم» اللي لاف الصحن هيك؟!
لم اعترف بسهولة أمامه ..بل حاولت ان اعرف اين تقع «قلة الفهم» التي وصمتُ بها، سألته: ليش؟
قال: لأن الصحن بجهة وإرسال القمر بجهة أخرى..من (...) رح يجيبلك بثّ اذا ظل هيك..!!
***
العبرة غير المستفادة : ستلايتي..مثل إصلاحاتنا: إرسال الناس بجهة..ولاقط الحكومة بجهة اخرى..ومع ذلك ما زالوا يرددون : طيّب هيك؟؟؟
ahmedalzoubi@hotmail.com
الرأي