التباكي الاميركي والاوروبي على السوريين زائف زائف ..
سلامه العكور
15-08-2011 06:45 PM
واهم جدا من يظن ان الادارة الاميركية والحكومات الاوروبية وهي تتباكى على ضحايا المواجهات في المدن السورية ، حريصة على مصالح الشعب السوري او حريصة على اطلاق الحريات العامة والديمقراطية وحقوق الانسان .. او حريصة على تحقيق الاصلاح الشامل في سوريا العربية ..
فالعقوبات الاقتصادية والتجارية والسياحية وحتى السياسية التي فرضتها على دمشق منذ عقود لا تدل الا على عداء اميركي واوروبي سافر لسوريا ولشعبها العربي .. لقد ارادت هذه الدول الغربية اخضاع سوريا لارادتها ولاستراتيجيتها الاستعمارية في المنطقة .. وذلك على اعتبار ان سوريا تمثل آخر مدماك في جدار الصمود والمقاومة والممانعة العربية امام جبروت وطغيان الدول الاستعمارية الغربية التي ما زالت تقدم مختلف اشكال الدعم السياسي العسكري والمالي لاسرائيل لضمان تفوقها العسكري على الدول العربية مجتمعة .. ولماذا لا نتباكى على الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لحملة ابادة منهجية اسرائيلية ؟!!..
لقد تعاونت واشنطن وعواصم الاتحاد الاوروبي مع اسرائيل في عدوانها الهمجي على لبنان الشقيق في العام "2006" بحجة العمل على تصفية حزب الله !!!..
كما تعاونت تلك العواصم مع اسرائيل في عدوانها الهمجي الفاشي على قطاع غزة في العام "2006 " .. وقد سعت هذه العواصم بتكالب قاتل لاسقاط نظام الحكم في سوريا بحجة انه يأوي أو يدعم المقاومة الفلسطينية والعراقية واللبنانية ..
واليوم تقاطعت اهداف هذه العواصم الاستعمارية مع اهداف جماهير المحتجين على سياسة الحكم السوري الديكتاتوري فظهر ما يشبه التنسيق ولربما التعاون من اجل اسقاط نظام الحكم السوري .. فثمة حوار مستمر هذه الايام ومنذ اكثر من عام بين قادة الجماعات والحركات الاسلامية من جهة وبين واشنطن والعواصم الاوروبية من جهة اخرى .. وهنا نتسائل : لماذا لا تتباكى واشنطن والعواصم الاوروبية على ملايين المتظاهرين من الشعب اليمني الشقيق بل انها تقدم لنظام الحكم هناك الدعم العسكري والمالي لاطالة امد استمراره بحجة ان يكافح الارهاب !!..
علما بان جيش النظام واجهزته الامنية قتلت آلاف المدنيين العزل في تظاهراتهم المليونية السلمية ..
وهنا نقول ان من حق ابناء سوريا التظاهر والتعبير بكامل الحرية عن آرائهم ومواقفهم من نظام الحكم ومن حقهم المطالبة بالاصلاح وتحقيق العدالة وتكافؤ الفرص بين جميع المواطنين ولكنه ليس من حقهم او حق ممثليهم في الخارج التنسيق او التعاون مع واشنطن وحليفاتها لاسقاط نظام الحكم وخلق فراغ سياسي وفوضى واضطرابات تنتظرها اسرائيل والدول الاستعمارية لتدمير سوريا وازالة مدماك المقاومة والممانعة من وجهها ..
واذا كان ثمة قوى سياسية معارضة قادرة وحدها نقول وحدها على اسقاط نظام الحكم وقادرة على تسلم السلطة بدون دعم اميركي واوروبي وتكون قادرة على تلبية تطلعات واماني الشعب السوري في الاصلاح الشامل وفي اطلاق الحريات فنحن سنشد على يدها ونبارك لها انجازها العظيم ..ونحن نرفض بقوة تكرار التجربة العراقية المتمثلة بتعاون المعارضة مع العواصم الاستعمارية في سوريا ..