(1)
ثمة قضايا كثيرة يناقشها الصائمون في أيام رمضان المبارك , أولها تلك التي تتعلق بالأسعار والقضايا المعيشية , ومنها على سبيل المثال , موضوع صرف الرواتب المبكر , الذي من المؤكد أن يستهلكه الموظف كاملا في عيد الفطر السعيد , ليبدأ بعدها موسم العودة الى المدارس , وصرف الرواتب المبكر كما هو معروف سيترك الموظف فترة طويلة الى أن يستحق الراتب التالي وهو ما سيرتب معاناة كبيرة لموازنة الأسرة تتطلب ترتيب الأولويات بالنسبة للمصاريف , وتتطلب بدرجة أكبر ترشيد الإنفاق .
(2)
هناك مأكولات تصنف بأنها مأكولات شعبية , منها الحمص والفول وتوابع هذين الصنفين , وللحقيقة أن هذه الأصناف تخلت منذ مدة عن تصنيفها كمأكولات شعبية , بحكم التغييرات الكبيرة على أسعارها , فإعداد مائدة تتضمن صحن حمص وآخر للفول وبضع «حبات» من الفلافل يقتضي إنفاق خمسة دنانير , فأين هذه المأكولات من تصنيفها الظالم لها .
نقابة أصحاب المطاعم الشعبية تتذرع باستمرار بالكلف , فيعلو صوتها عندما ترتفع لكنها تصمت عندما تنخفض وبالسرعة التي تعكس فيها الكلف المرتفعة تغفل تماما تراجعها في الأسعار .
ما هو ذنب المستهلك , ليتحمل كلفة ديكورات خمس نجوم لمطعم شعبي ؟.
الحقيقة أن أصحاب المطاعم الشعبية يتفننون في إبتكار أسباب لرفع الأسعار , واللافت أن الأسعار تتفاوت بين مطعم وآخر في الشارع نفسه , فهل كلفة الكهرباء في شارع ما تختلف عنها في الشارع الذي يقابله , وهل كلفة المواد الأولية لمطعم تختلف في آخر , هذه بعض الملاحظات وغيرها الكثير , التي تستدعي مراجعة الأسعار وإعادة دراسة الكلف التي على ضوئها يتحدد السعر بالإتفاق بين النقابة ووزارة الصناعة والتجارة.
(3)
الزكاة هي ضريبة , وإن كانت ضريبة الدخل والمبيعات تفرض بقانون فإن الزكاة من اركان الاسلام الخمسة وهي فرض , لكن الحكومة تتركها لمن رغب بأدائها بإعتبار أنها تقع بين العبد وربه .
في شهر رمضان المبارك تزداد المؤسسات التي تتبرع بالمسؤولية عن تقاضي الزكاة وتجميعها , كما يكثر الأفراد الذين يطلبونها بدعوى كفالة الأيتام , ومجرد جولة سريعة بين المساجد , يمكن ملاحظة هؤلاء الداعين لتحصيلها لمصلحة الأيتام , فيقف بعض الأفراد عقب كل صلاة يناشدون الناس دفع زكاة أموالهم وبعضهم يزعم رعاية خمسة آلاف يتيم , كذلك الأمر في مسج آخر وثالث ورابع وهكذا دواليك , حتى يتجمع لديك في آخر النهار رعاة لأكثر من أربعة آلاف يتيم ومثلهم في باقي المحافظات وأكثر !! سنسلم جدلا بهذا العدد وإن كنت في حيرة من أمري فلم تقع عندنا كارثة لا سمح الله ومنذ مدة لم نخض حربا ليكون لدينا كل هذا العدد من الأيتام , ومع ذلك لن نشكك في صحة إدعاء هؤلاء وفي سلامة نياتهم , لكننا نطالب هنا بمزيد من التنظيم لحصر العدد الفعلي للأيتام , وحصر العدد الفعلي للمؤسسات المعنية برعايتهم , وتحديد جهة مرجعية واحدة تشرف على عمل هذه المؤسسات وتتأكد من أن رعايتهم تتم بما يحقق الهدف من تحصيل الزكاة .
qadmaniisam@yahoo.com
الرأي