«هيروشيما وناغازاكي» .. هل يعتبر العرب!
د. سحر المجالي
13-08-2011 04:14 AM
لم يكن ذلك اليوم «6 و9 /8» من سنة 1945 يوماً عادياً في حياة الأمة اليابانية، بل في مجمل تاريخ البشرية بأسرها. فقبل ست وستين عاماً، تحول حلم أطفال مدينتي «هيروشيما وناغازاكي» اليابانيتين، إلى أطلال وأشلاء ودمار بسبب لا أخلاقية الحرب ومنهج سباق التسلح الذي ما زلنا نعاني منه حتى هذه اللحظة، بل سيكون مصير أجيالنا القادمة رهن إشارة الحقد والكراهية بين بني البشر والتي تغنى بها «هنتنجتون Samuel P. Huntington»، وطالما بشر بها، ونادى بصراع للحضارات وليس بحوارها.
كانت الحرب العالمية الثانية على وشك أن تضع أوزارها، وكانت اليابان قاب قوسين أو أدنى من الإستسلام والإعتراف بالهزيمة وقبول مرارتها، ولم تكن اليابان هي العقدة الأساسية في انتهاء الحرب، بقدر ما كانت ألمانيا هي الحصن الأخير أمام دول الحلفاء لوضع حد للحرب العالمية الثانية ومآسيها. إلا أن صانع القرار السياسي الأمريكي آنذاك وجد الفرصة مواتية للإنتقام من الامبراطورية اليابانية، ووضع حد لطموحاتها التوسعية في المحيط الهادئ وجنوب شرق آسيا، والثأر لدماء الأمريكيين التي سالت في ميناء «بيرل هاربر» الذي قصفه اليابانيون أثناء الحرب، وتدميرهم للبارجة « أريزونا»، بالإضافة إلى هدف تجربة هذا السلاح «الجديد» شديد التدمير، على شعب أسيوي- بوذي، ليس من ضمن شعوب « الحضارة المسيحية الغربية».
لقد قتل واحرق في مدينة « هيروشيما» وفي الدقيقة الأولى من الإنفجار 80 ألف مواطن، في حين كانت حصيلة ضحايا مدينة» ناغازاكي» في الدقيقة الأولى 200 ألف مواطن ياباني!!!، ناهيك عن عشرات الآلاف من القتلى والجرحى التي جاء قدرها في الأيام التالية، وما زال مواطنو هاتين المدينتين، وبعد 66 عاماً من الكارثة، يعانون من تأثير الإشعاعات النووية.
وإذا كنا اليوم نستذكر بحسرة ما حصل للشعب الياباني في عام 1945، فإننا نستذكر كذلك ونعيش ما حصل ويحصل للأمة العربية وتاريخها وتراثها ودورها الإنساني العظيم، فقد وجهت لصدور أطفالها وشيوخها ونسائها، سواء في فلسطين او العراق او الجزائر او مصر او سوريا...الخ أضعاف ما تلقى اليابانيون يومي 6 و9 آب 1945.
وفي الوقت الذي تلتزم فيه الأمة العربية بمعاهدة منع انتشار الأسلحة النووية، فإن «إسرائيل»، وهي من الدول المعدودة، التي ما زالت ترفض التوقيع على معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية، متحدية بذلك كل القيم الإنسانية والأعراف والتقاليد الدولية وشرعيتها. بل توظف تأثيرها في البيت الأبيض وتؤلبه على الأردن، وتقف حجر عثرة أمام حق الأردن المشروع في استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية !
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن، ما هو مصير الأمة العربية بين «كفتي كماشة» الرعب النووي الإسرائيلي القادم من الغرب، والطموحات النووية الإيرانية القادمة من الشرق؟، وأين قادة وعقلاء وحكماء وغيارى العرب على مصيرهم وأجيالهم القادمة ؟، وأخيرا أين دور النفط والمال العربي في حماية الأمن القومي العربي؟. وهل سنعود إلى أيام صراع كسرى وقيصر على حساب مصيرنا وشرفنا وكرامتنا ودورنا ونحن مهمشون على قارعة الطريق؟.
والسؤال الأخير الذي يطرحه كل إنسان عربي على نفسه، إن لم يكن في العلن أو في السر، ففي عقله الباطني.. أين نحن، معشر العرب، من كل هذا وذاك، وما زالت عقلية «داحس والغبراء» هي التي تقودنا.. وقطعاً ستقودنا إلى حتفنا..! ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم..!
الرأي