لماذا وصف المحتجون البريطانيون «بالمشاغبين»؟ّ!
سلامه العكور
12-08-2011 04:32 AM
اجتاحت العاصمة البريطانية لندن ومدنا اخرى حملة احتجاج شبابية واسعة على سياسة حزب المحافظين وحكومته برئاسة ديفيد كاميرون..
وقد حدثت مواجهات عنيفة بين رجال الامن الذين يعدون بعشرات الالوف وبين المحتجين الذين تنعتهم الاوساط السياسية والاعلامية البريطانية والغربية بالمشاغبين وتنعت حملة الاحتجاج المطلبية بالشغب!..
ان لتظاهرات المحتجين الشباب في لندن امتداد في عدد من المدن الاخرى مثل بستول «جنوب غرب» وليفربول «شمال غرب» وبرنغهام «وسط»..
وقد صاحب المواجهات العنيفة اندلاع الحرائق في المباني ومؤسسات مهمة عامة وخاصة وصفها كاميرون الذي قطع اجازته في ايطاليا وعاد الى بريطانيا بالصور المروعة التي شوهدت على شاشات التلفزيون وفي الشارع..
وقد وجه كاميرون رسالة حازمة الى الشعب البريطاني مهددا باللجوء الى جميع الوسائل لاستتباب الامن في الشوارع..
وقد شوهد رجال الامن في لندن وهم يحملون الهراوات واسلحة نارية..
وقد قتل مواطن برصاص رجال الامن مما اجج غضب المحتجين الشباب مؤكدين انهم مصرون على التظاهر حتى يستجاب لمطالبهم..
وهنا نتساءل: لماذا وسائل الاعلام والصحافة البريطانية والغربية وحتى العربية تصف المتظاهرين في لندن وفي المدن الاخرى احتجاجا على سياسة حكومتهم وعلى رفضها تلبية مطالبهم «بالمشاغبين» في حين انها تصف المتظاهرين في سوريا مثلا «بالثوار»؟ّ! على صحة ذلك..
لقد عرض التلفزيون السوري مجموعات تحمل السلاح وتطلق نيران اسلحتها على رجال الشرطة والجيش..
كما عرض افرادا على الشاشة التلفزيونية يعترفون بأنهم مجندون في خدمة تلك المجموعات في خدمة جهات خارجية وداخلية..
كما ان القيادات السورية ما انفكت تعلن ان الجيش السوري والاجهزة الامنية تتعرض لنيران جماعات مسلحة وان سوريا تتعرض لمؤامرة امريكية - اسرائيلية وتجند مؤيديها داخل سوريا لاثارة الشغب والاضطرابات ورغم ذلك كله ورغم ان هذه الاتهامات لها نصيب كبير من الصحة الا اننا نقول انه ليس من حق السلطات السورية مواجهة المتظاهرين بالعنف وباستخدام الرصاص الحي وقتل المتظاهرين من اية احزاب او قوى سياسية او اجتماعية..
فمن حق الناس في التظاهر في الميادين والشوارع للتعبير عن ارائهم ومواقفهم مهما كانت مخالفة لسياستة النظام.. وعلى السلطات السورية احترام اي حراك شعبي من هذا القبيل..
بل ان على السلطات السورية الحرص على تلبية مطالب طلائع شعبها واجراء حوار واسع مع جميع الوان الطيف السياسي في البلاد وصولا الى توافق حقيقي بشأن الاصلاح المطلوب..
marwansudah@hotmail.com
الرأي