شيزوفرينيا ام تكتيك!!جهاد ابوبيدر
27-01-2007 02:00 AM
بعد أيام من اعدام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين وعلى اثر الهتافات الطائفية التي صرخ بها الحاقدون في غرفة الاعدام انقلب المواطن الاردني البسيط وبدأ يشتم ايران اينما ذهب وتغيرت بوصلة التأييد العاطفي لايران في مواجهتها مع الشيطان الاكبر امريكا 180 درجة حتى ان البعض اصبح مؤيدا لأي ضربة عسكرية امريكية لايران .. الشارع دائما بسيط يتعامل بانفعال وتفاعل مع الحدث وبدون اية حسابات او استراتيجيات لانه يخرج بشكل عفوي للتعبير عن رأيه.وفي المقابل خرجت احزاب المعارضة الاردنية وبعض مؤسسات المجتمع المدني بنفس الخط وركبت نفس الموجة حتى وصل الحد بها الى مطالبتها الحكومة باغلاق السفارة الايرانية في عمان وقطع العلاقات مع الجمهورية الاسلامية الايرانية وظهر واضحا ان احزاب المعارضة كانت اكثر تطرفا من الحكومة نفسها بالنسبة لايران حتى اعتقدت انها اي احزاب المعارضة ستسير وفق استراتيجية واضحة للطلب من الحكومة الاردنية التي لا تحتفظ بالاصل بعلاقات ودية مع طهران الاسراع بقطع شعرة معاوية واقفال الشباك المفتوح مع نظام الملالي في طهران. واعتقدت ايضا ان الحكومة الاردنية لم تعد بحاجة لا لاقناع الشعب ولا حتى احزاب المعارضة بالخطر الايراني لان ما حصل وبدون جهد او تعب اراح الحكومة من محاولات الاقناع وحصلت على الثمار لما حصل يوم الاعدام من حيث لا تحتسب.. فالمتظاهرون وضعوا طهران جنبا الى جنب مع العواصم التي يكرهونها تل ابيب وواشنطن ولندن .. وشتم ايران اصبح هو العنوان الرئيسي في احاديث الجميع، طبعا انا كنت اعتقد ان احزاب المعارضة قامت بما قامت به عن دراية وتخطيط حتى الاسبوع الماضي حين اختلطت عليّ الامور ولم اعد استوعب ما يجري .. فالزيارة التي قام بها تسعة ممثلين من احزاب المعارضة الى السفارة الايرانية والالتقاء بالسفير الايراني في عمان محمد الايراني جعلتني اضرب اخماسا باسداس فهل انا امام حالة شيزوفرينيا سياسية تعيشها احزاب المعارضة ام انني امام سياسة تكتيك جديدة تنتهجها هذه الاحزاب. فبالأمس القريب كانت هذه الاحزاب هي التي تشتم ايران وتطالب باغلاق سفارتها بعمان ثم بالأمس ايضا تذهب نفس الاحزاب الى مقر السفارة التي طالبت باغلاقها .. واحزاب المعارضة تلتقي سفير ذات الدولة التي وصفتها بافظع الاوصاف واتهمتها بانها السبب بما يجري في العراق .. ولكن نفس الاحزاب تعلن عن استعدادها مع السفير الايراني على التعاون وبذل الجهود الواجبة سعيا وراء وأد الفتنة ووقف الاقتتال المذهبي وعصمة الدماء التي تراق في العراق .. وكأن ايران محايدة في هذا الاقتتال المذهبي الذي يحدث!! ونفس الاحزاب التي اشبعت ايران اتهاما ترسل مذكرة الى الرئيس الايراني احمد نجاد مطالبة بجواب خطي يتضمن مراجعة للسياسة الايرانية في العراق ومواطن اخفاقها .. يعني بما معناه ان الاحزاب تعرف تماما ان هناك سياسة ايرانية في العراق ولكنها لم تحدد فصول هذه السياسة وبالمقابل تطالب الاحزاب ايران بمعرفة مواطن الاخفاق بهذه السياسة. طبعا السفير الايراني الذي كان سعيدا بهذا اللقاء ووعد برفع مداولات الاجتماع الى قيادته ومحاولة الحصول على اجابة خطية من احمدي نجاد عما اثير ولكن في هذا المجال هل ستقنع اجابات القيادة الايرانية احزاب المعارضة الاردنية وتدفعها للتراجع عن موقفها الاول والذي اعتقد انها تراجعت عنه منذ قررت التوجه الى السفارة الايرانية، وهل لدى احزاب المعارضة استراتيجية تكتيكية جديدة في العلاقة مع ايران ام انها اصيبت بحالة الشيزوفرينيا السياسية فلم تعد تعرف هل تقف مع ايران أم ضدها؟ هل تطالب بغلق السفارة الايرانية ام انها سترسل برقيات التأييد لطهران في مواجهة الغطرسة الامريكية. في حالة ما جرى وليعذرني قادة احزاب المعارضة كان الاولى ان يقوم السفير الايراني بزيارة احزاب المعارضة لتوضيح موقف حكومته مما يجري في العراق والذي لايران اصابع فيه تمارس دورها وان يطلب هو لقاء هذه القيادات كونها تمثل شريحة واسعة من الشعب الاردني الذي انقلب على طهران بعد الاعدام الا ان تهرول هذه القيادات بهذه السرعة الى السفارة الايرانية من اجل تسليم مذكرة كان بامكانها نشرها في الصحف وعبر وسائل الاعلام المختلفة دون حاجة للزيارة وانا من متأكد ان الرسالة كانت ستصل الى القيادة الايرانية عبر سفارتها في عمان لان الزيارة التي قامت بها احزاب المعارضة حتى الآن لم افهم مغزاها ولا اسبابها ولا المتغيرات التي حدثت بعد عملية الاعدام المقيتة وحوادث التفجير والقتل والتهجير والذبح المذهبي التي تقوم بها فرق الموت الطائفي فالمسلسل مازال مستمرا ولم يتغير شيء الا اذا كان لدى احزاب المعارضة حجة اقوى من حجتي لتقنعني بها |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة