سؤال العروبة .. أعوان القذافي والأسد وسجال الإصلاح
د.مهند مبيضين
07-08-2011 04:26 AM
ما أسهل أن يقولوا أنهم تقدموا الساحة في معركة الأمة،أو حين كانت المواجهة بينها وبين وأعدائها، وما أسهل أن يدعوا أنهم ترعرعوا وتغبروا بغبار الأرض الأردنية، غير أن الحقيقة أنهم كانوا كلما غضبوا وتأخرت الأعطيات حملوا أمتعتهم للسيد العقيد والسيد الرئيس، يشحدون العطايا، وهناك عاشوا في جلباب العقيد واستبداده ثم عادوا ليقنعونا أنهم ضد الفساد ومع الإصلاح.
والإصلاح في درسه الأول يقتضي أن نكشف كم دفعت لهم من «براطيل الصمت» وكم مرة اشتريت ذممهم، لأنهم ينبتون كالعلق في الماء الراكد. والإصلاح أن يعرف أنصار القذافي والأسد كم مرة حملوا الأمانات ليدفعوها للمناضلين هنا وهناك، وكم مرة خانوها، والإصلاح أن تعلن أسماء من قبض ومن باع ومن أُشتري، ومن أخذ العطايا وكان بوقا للحكومات الفاسدة وللمفسدين.
بعضهم يحب أن يكون هاديا للناس، وقد ران على قلوبهم، أن الناس ليسو أغبياء، ولم يدرُ أن الشعب الأردني يعرف سعر الكلمة والحرف التي تكتب أو تلقى في بيانات الشوارع، وفي أعمدة الجرائد.
ارتباكهم دفعهم لالتقاف الشارع، والتنظير ضد الفساد، ولو يعلم الناس كم فسدوا لطالبوهم بالصمت، لكنهم حاولوا بعد تونس ومصر تجاهل اللعبة، لعبة الغزل على قميص العروبة والإسلام معا، قالوا أن العروبة تحملهم على الوقوف مع القذافي وفي الدفاع عن نظام الأسد، أو خشوا إدانة الأسد لاحتضانه حماس، وكأن الناس لا يعرفون كنه الإدعاء بالمؤامرة ضد نظام الأسد، لكنهم نسوا أن الطاغية لا يميز بين الشعب والعشب فيألكه بآلته أو يطعمه للسمك أو يطحنهم علفا لعصابته.
ومع ذلك، ظل أحباء القذافي والأسد يروجون انهم سدنة الإصلاح في الاردن ويتجاهلون الزعماء والرفاق الذين احرقوا شعوبهم، وكل ذلك لأجل العروبة والعروبة منهم براء، والقوميون المحترمون هم ابعد الناس عن هؤلاء.
هذه النخب تظن ان بيدها مفتاح الإصلاح، لبوابة مغلقة بدفاتر أيدلوجيتها العقيمة وخبراتها في خدمة الاستبداد، ونسوا أن الثورات تنجز بالدرس الجامعي العميق وبالنقد وبقوة المعرفة، وبالحزب حين يكون وطنيا متيقظا، وبالنقابة حين تكون فاعلة في مهنتها وحقوق عمالها، وبرجل الأمن حين يقر بأن الحرية تحتمل التظاهر وجوهرها ارتفاع الصوت ضد الظلم والتهميش، وبرئيس الجامعة حين يفرح للطلبة حين ينتخبوا بوعي ودون وصاية، وبالكاتب حين يكون مثقفا اعتراضيا لا يشتريه العقيد او الزعيم او تاجر العقارات أو اللحوم، وحين لا يبتز كاتب رئيس جامعة لأنه لم يسكن الطلبة في سكن ابتناه.
نخب القذافي والأسد التي تريد أن تعلمنا درس الإصلاح بالأردن،عليها أن تدرك إن ظرفيةَ التقييم ليس لها أن تُهمل ما بذلتِ من خدمات للفساد وللاستبداد، وعليها أن تعي أنها أمام وعي الشباب ليس بوسعها أن تراكم إلا الخيبات والظنون التي ستقتل أحلامهم بانتصار معركة العروبة التي توهموها وهي تهزم اليوم في حماه وحمص وبنغازي وزلطين لأنها أضحت معركة شعوب مع فساد نظامهم.
Mohannad974@yahoo.com
الدستور