قبل حوالي عامين زرت احد مواقع معركة مؤتة في محافظة الكرك حيث لوحة شهداء معركة مؤتة الخالدة التي تقع قرب الجامعة بل مقابل بعض اسوارها , وكان حالا لايليق بتاريخ نتغنى به ولا بارض نرى فيها متحفا تاريخيا وحضاريا مشى على ارضها الكرام من صحابة الرسول الكريم عليه السلام , وكانت قطعة الارض التي عليها الموقع مليئة بالقمامة فهي بلا سور يحميها وكانت اللوحة التي عليها اسماء الشهداء مهشمة لحق بها التكسير وغابت بعض الحروف والكلمات , ويمكن ان ترى في المكان شابا يجلس في بقايا الاثار التاريخية او تلاحظ نشاطات اجتماعية للبعض .

في ذلك الوقت كتبت مقالا في الزميلة الغد نرفع فيه الصوت للمسؤولين ليس بتحويل المكان الى مقصد حضاري وسياحي أو بانوراما كالتي نشاهدها في بعض البلدان التي فيها مواقع لمعارك تاريخية , بل كل الامل والرجاء ان يكون المكان نظيفا خاليا من اكياس البلاستيك والورق وعلب العصير والحشائش , تماما مثلما يكون مدخل بيوتنا نظيفا ويحظى بالعناية , أي ان يكون فيه عامل نظافة متخصص ومتفرغ وان يتم اصلاح اللوحة واعطاء المكان اهتماما يليق به , او على الاقل يليق بالشعر الذي نقوله في الاحتفالات عن الفتح الاول والتاريخ وارض الشهداء .

وبعد الانتهاء من متابعة الزيارة الملكية الاخيرة لمحافظة الكرك والتي كانت في جامعة مؤتة تعمدت ان اتوقف للحظات امام موقع لوحة الشهداء لارى المكان كما هو تتناثر فيه اوراق وحشائش وكانه ساحة لمكان كان مأهولا , لا سور يحمي المكان ويمنع عنه عدم النظافة او الاغنام التي يمكن ان تدخله بحثا عن بعض الاعشاب , ولاتمنع عنه أي شخص يرى فيه مكانا يمكن ان يختبئ به ويجلس هناك , ولان كل ما كان منذ سنوات على حاله فلم اقترب من لوحة الشهداء لكنني اظنها كما هي تحتاج الى ترميم وعناية , وربما لو كانت لوحة عليها أسماء مسؤولين او غيرهم ممن يقف لهم الناس لما بقيت سنين تعاني ما تعاني .

سواء كان الموسؤل عنها بلدية ام وزارة اوقاف او سياحة او حتى مؤسسة الغذاء والدواء فانها مؤشر على تقصير من احدى الجهات , وليس مطلوبا الا ان نتبع حديثنا الودي والجميل عن مؤتة والتاريخ ببعض الاهتمام لموقع من مواقع التاريخ ورجاله. او لنقل اننا نطلب تفرغ عامل نظافة وليس تعيين موظف رفيع الدرجة او عالي التكلفة.



Sameh.almaitah@yahoo.com

(الرأي)