أما آن لسلحفاة الاصلاح أن تتحرك ؟؟ أو نلقي بها في البحر الميت ؟؟

في المملكة المغربية توفرت الارداة السياسية للأصلاح فركل الملك السلحفاة والقاها في البحر , فكان أن تتم انجاز دستور كامل جديد في شهر وفي الشهر الذي يليه أستفتي الشعب عليه فحاز على أغلبية كبرى , وقريبا ستكون أنتخابات نيابية نزيهة كتلك التي أثبتت أكثر من مرة فوز أحزاب المعارضة .
أما في الاردن فان كل ما يمكن العزم على تنفيذه بسرعة يعني في القاموس الاردني أنه لن يتحقق بسرعة أو لن يتحقق أبدا .
هناك وجه شبه متطابق بين مشروعين واحد سياسي وهو ألاصلاح وأخر خدماتي وهو الباص السريع !!
الاول انطلق بسرعة سلحفاة مريضة وما زال يحبو , أما الثاني فقد أنطلق مسرعا الى حتفه .
ستة أشهر مرت على مسيرات ومطالبات الاصلاح وما زال كبار القوم يتحاورون ( البيضة من الدجاجة أم الدجاجة من البيضة ) وما انجزوه حتى الان يمكن أيجازه فيما يلي :
أولا : تقرير طويل عن لجنة الحوار مارس السادة فيه هواية ( صف الحكي ) والتنظير على الشعب تماما مثلما حدث في ندوات وحفلات ( غداء ) حوارات الاردن أولا الفاشلة في البحر الميت التي كلفت الخزينة مئات الالاف من الدنانير الخضراء الجميلة , وتلك التي أسميت ( الاجندة الوطنية ) وماتت في شبابها ولم يتذكر نعيها أحد .
ثانيا : انجاز جزئي لمشروع قانون البلديات أنتهى مجلس النواب للتو من مناقشته وأقراره , وحملته السلحفاة الى مجلس الاعيان ليستكمل مسيرته بتؤدة وأعتداد بالانجاز , الذي سرعان ما ستظهر عيوبه التشريعية فنضطر لتعديله ؟!
ثالثا : أنجاز جزئي لمشروع قانون معدل لقانون المطبوعات والنشر يشق الجسم الصحفي الى نصفين , نصف محبوب محظي من الحكومة وهو المسجل رسميا في قائمة المحبة لدى دائرة المطبوعات والنشر , ونصف مغضوب عليه غير معترف به محرم عليه دخول المرافق العامة .
هل لدى أحد منكم أنجازات أخرى نسيت ذكرها ؟؟
سلحفاة الاصلاح الاردنية النشطة بانتظار مقترحات لجنة التعديلات الدستورية , وقانون الانتخاب بانتظار اقرار التعديلات الدستورية من مجلس الامة , وبعد ذلك يعلم الله ان كنا سنمارس حق الانتخاب تحت مظلة القانون الجديد أم سننتظر لحين أكمال مجلس النواب الحالي مدته الدستورية بعد ثلاث سنوات ؟؟ وحتى لو كنا سنمارس حق الانتخاب في الصيف القادم فمن سيضمن أن تكون أنتخابات حقيقية نزيهة ومحايدة ؟؟ .
في الاردن بلد الامن ووالاستقرار وعلى الارض الرسمية كل الحديث عن الاصلاح ما زال في طور ( خرط الحكي ) , أما على الصعيد الشعبي فقد أستطاع الشعب الاردني أسقاط الحكومة التي حازت على ثقة شبه أجماعية من مجلس النواب . وأستطاع الحراك الشعبي النشط أن يدب الرعب لدى أغنياء العرب أن تصل اليهم رياح االربيع ,, ففتحوا بعض خزائن كنوز الامة لبعض فقرائها , الامر الذي سيضاعف عدد طرود الخير علىى أمتداد ساحة الوطن في شهر الخير والبركة , وهذا كل ما تحقق حتى الان ..
لم أكن يوما من كتاب المعارضة , ولا أنا ضد النظام , ولكن سلحفاة الاصلاح تغامر بأمن البلد بل وتهزأ بقوى الاصلاح وتستفزني وتجعلني أخرج عن طوري وأذهب بعيدا .. .
صديقي دولة ( أبو سليمان ) نصيحة لوجه الله : اذا لم تخرج من دائرة الكلام الى دائرة الفعل السريع والحزم فانك ترتكب غلطة العمر بحق نفسك وبحق البلد .
m.sbaihi@hotmail.com