في الأخبار أن الشرطة الإسرائيلية ألقت القبض على 3 حاخامات يعاونهم 6 نساء في مدينة القدس المحتلة على خلفية استدراجهم الأطفال بعد الدروس الدينية لأحد المنازل والاعتداء الجنسي عليهم. تصوروا في القدس، بوابة السماء، وأرض المحشر!
وفقا لتقارير شرطة الاحتلال والصحف الاسرائيلية فإن هذه القضية من أكبر القضايا والجرائم في اسرائيل منذ سنوات وتعد فضيحة لمجتمع الحاخامات بإسرائيل، لا بل لإسرائيل كنظام ومجتمع!
تقول المعلومات أن هؤلاء الحاخامات البالغة أعمارهم « 44، 67، 46 عاما» اعتادوا تقديم هدايا للأطفال واصطحابهم إلى المنزل ثم الاعتداء عليهم جنسيا تحت الضغوط والتهديد والتعذيب، وكانوا في كل مرة يصطحبون معهم 3 الى 4 اطفال بعد العودة من الدروس الدينية ويدخلونهم الى المنزل، ومن ثم يقدمون على الاعتداء عليهم، علما بأن متوسط اعمار الضحايا ما بين 5 و 10 أعوام، وحينما داهمت الشرطة المنزل الذي يرتاده المتهمون وجدوا به آثار تعذيب وصواعق كهرباء وأوراقا كتب فيها بعض الضحايا ما تعرضوا له من تعذيب واعتداءات!!
المشهد أعلاه مؤذٍ لأي شعور بشري، وينم عن نفسية إجرامية لا تم بصلة إلى اي دين، وللأسف هذه هي المرة الثانية التي يكشف فيها النقاب عن جرائم من هذا النوع يرتكبها رجال دين سواء كانوا حاخامات أو قساوسة، ولم نزل نتذكر الفضيحة التي هزت بابا الفاتيكان جراء الكشف عما يفعله بعض رجال الدين من انتهاك لشرف الأطفال..
سأنظر لهذه المسألة من زاويتين، الأولى، تخيلوا معي لو كان مرتكبو هذا الفحش من علماء الدين المسلمين، ترى.. أي كلام سنقرأه ونسمعه في وسائل إعلام الغرب؟ وماذا سيقولون عنا؟ أنا موقن أنهم «سيشلون» عرض الأمة كلها، باعتبار أن ديننا ينتج بشرا غير أسوياء ويحض على اتيان الفحشاء مع الغلمان، وأن.. وأن...لكن الأمر هنا يتعلق بغير المسلمين، لذا ترى الناس يمرون بالموقف الجلل مرور الكرام، وكأنه من سفاسف الأمور، وهو ليس كذلك، فهو جريمة بشعة بكل المقاييس، وفيه دلالة على خلل بنيوي في تركيبة هؤلاء المجرمين، وعدم وجود آليات رادعة كافية لإبعادهم عن ارتكاب مثل هذا الفحش، مع أطفال أبرياء يطمئنون عادة لصاحب الدين، باعتباره صاحب خلق رفيع!!
الزاوية الثانية التي أنظر فيها للمسألة، مدى بؤس وقبح المؤسسة الدينية التي لا تمتلك اي آليات للفظ مثل هؤلاء المجرمين، بل تؤمن لهم كل شروط السرية و»الدهلزة» لممارسة فحشهم بعيدا عن عيون الرقباء، أكثر من ذلك، يستمرون في هذا الأمر فترات طويلة دون أن يتم كشفهم، مستفيدين كما يبدو من «الحصانة» التي يتمتعون بها كرجال دين، لا يرقى إليهم الشك، وهم أكثر نجاسة من ذنب الفأر، كما يقول العامة!
إن رجال دين كهؤلاء، يعاملون أطفال رعاياهم على هذا النحو، كيف ينظرون إلى أعدائهم، من غير أمتهم، من أمثال العرب والمسلمين؟ وأي مصير سيجده هؤلاء إن تمكن المجرمون منهم؟.
hilmias@gmail.cim
(الدستور)