ذبائح في الهواء الطلق واحذية في الفترينات
جهاد المومني
04-08-2011 01:46 PM
حقيقة وليست نكتة قصة السائح الالماني الذي ابدى رأيه بصراحه مما رآه في الاردن خلال زيارة استغرقته اسبوعا عاد بعدها بانطباعات مدهشة عن هذا البلد الجميل - كما وصفه- والعجيب- من وجهة نظره المحايدة ,ولكنه قبل ان يعود الى بلده اصيب بوعكة صحية بعد يوم سباحة متعب في العقبة مما اجبره على زيارة طبيب هناك ,وسرعان ما نشأت بين السائح الالماني والطبيب الاردني علاقة صداقة لساعة واحدة فقط استغلها الاردني لمعرفة انطباعات الزائر عن البلد ,ووفق ما تسرب من اخبار اللقاء فان الالماني ابدى اعجابه بالكثير مما شاهده في الاردن ,غير انه استدرك وابدى استغرابه من امر واحد يحيره منذ رحلته بالباص من عمان الى العقبة مرورا بالقطرانه طبعا ,وليس بوسعه ان يسافر قبل ان يحصل على اجابة عليه ,فهو يستغرب لماذا نقوم بتعليق الذبائح المخصصة لاستهلاك البشر في الهواء الطلق ونعرضها للذباب ولشتى اشكال الجراثيم ,بينما نحرص على تلميع الاحذيه وتعليقها في ( فترينات ) زجاجية مغلقة باحكام ..!؟
سؤال لم يكن بمقدور الطبيب الاردني الاجابة عنه ,فالمسألة محيرة بالفعل ولربما لم تخطر ببال اي منا مسؤولين او مواطنين, ومثله عشرات الاسئلة التي لا زالت بلا اجوبه ولا تتعلق بالشؤون الصحية والصيدلانية والتموين فقط, بل تشمل مختلف مظاهر الحياة ,فكيف تمنع وزارة الصحة بيع بعض المهدئات الا بوصفة طبية بينما لا تلتفت الى اعلانات تعج بها الصحف عن عمليات تجرى في المنازل لاستئصال البواصير او معالجة السكر والعجز الجنسي والسمنة واحيانا السرطانات , وكيف يمكن لامانة عمان ان تسمح لموزعي الغاز بهذا القدر من الازعاج والتناوب على حرمان الناس من الراحة والنوم بدعوى انهم يستخدمون الموسيقى في الترويج لبضاعتهم ,ولكم ان تتصوروا اي موسيقى تنبعث من محقن فوق بكب عاجز يعاني بحمولته ويصدر هديرا يطغى على الموسيقى وينتهك حقوق الانسان على اعتبار ان الازعاج احد وسائل التعذيب , وكيف يمكن لوزارة الداخلية ان تغض النظر عن مخالفات فظيعة ترتكب ليل نهار في الشوارع ,واقصد اللهو بالمفرقعات التي اصبحت من معالم الحياة في عمان منذ شروع الحكومة بتطبيق سياسة الامن الناعم القائمة على السكوت والتراخي وغض النظر وعدم استفزاز الجمهور بمن في ذلك العابثون بأمن الناس وراحتهم وسكينتهم في بيوتهم وحقهم في الامان بدون تفجيرات تحت نوافذهم.
اذا كانت هذه المفرقعات ممنوعة بموجب تعليمات واضحة من وزارة الداخلية منذ ثلاثة اعوام ,واذا كانت العقوبة السجن واغلاق المحل الذي يبيعها ,اذن كيف يحدث هذا الآن ,فمن اين للاولاد هذه المفرقعات ما دامت تستورد من الخارج وتدخل الى البلد من خلال المنافذ الحدودية بعد اجراءات تفتيش مشددة خاصة حين يتعلق الامر بالمفرقعات ..فكيف دخلت يا ترى ,ومن هو مستوردها ,وهل مر بها عبر الحدود ام هربها ...,ام ان المستورد حوت ازرق لا احد يسأله ما دام لا يسمع او انه يدفع ؟
جهاد المومني
(الراي)