الاستشارات الاستثمارية و ادارة صناعتها و محافظها تبنى على الكذب حيث لا يمكن لاي استشاري او موجه مالي في اي سوق عالمي ان يتنباء لعملاءه في كل وقت اتجاهات الربح و الخسارة و يحددها .و بالتالي فأن هنالك مؤسسات عالمية تدرس و تحلل طرق عملية لتلاعب و الاحتيال و استراتيجاتهما و تعيد تعريف اراء خبراء المال و مستشاري الاستثمارفي ظل سياسة الكذب المتعمد المغلف بشهادات الخبرة . و هذا يحدث في كل اسواق العالم من وول ستريت الى هونج كونج .
"صدمة الصدق" هي ان الاستشاري المالي او موجه الاستثمار او مدير المحافظ المالية الخاص بالعملاء لا يفكر في اعلى عائد ربحي على مال العميل و انما يفكر في اعلى عائد ربحي لدخله هة شخصيا من وراء تقديم الاستشارة الي العميل . و تلك هي الصدمة التى يجب ان يعي لها كل مستثمر .
هنالك العديد من الاستثمارات التى وضعت في اسهم و عقارات و اراض و سندات و ذهب و فضه و غيرها في اسواق متعددة و متباينة لاشخاص استندوا الى نظريات مستشاريهم القائمة على عدم المصداقية المثلى عوضا عن حقائق السوق الذي يتعاملوا فيه ، فكانت النتائج اما خسارات بالملايين او ارباح اقل مما يجب ان تحصد الاموال بعد حرثها في الاسواق العالمية.
و للاسف فأن حجم ما يدار من استثمارت مثل هذا النوع تقدر بمائتي مليار دولار سنويا من قبل اشخاص يضعون استثماراتهم في يد "مغرقين " لا يجيدون السباحة في تيارت المال العاصفة عالميا و المليئة بالدومات البحرية .و مع كل اسف فأن شركات كبرى تدير مثل تلك الاستشارات و لها اسماء كبيرة في الاسواق العالمية معتمدة على دور علاقات عامة و لاقة الحديث و حسن الحديص و تقنيات الانترنت و شبكات من الحسناوت خريجي اعرق الجامعات .
وقد نتج عن ذلك الاختيار لمستشاري المال خسارات كبيرة خلال سنوات تتجاوز المائة . و بلغت تكاليف استقدام خبراء الاستثماراكبر من العائد المتحقق على رأس المال المستثمر و لعبت الصدف في حياة البعض حتى اصبحوا هم اصحاب المال و المستثمر موظفا لديهم بما يملك .
و يتوازى ذلك مع انحناء سلم اخلاقيات المهن التجارية و دعاية اعادة تدخين الدخان يمنع السرطان كناية عن اعادة تدوير رأس المال في الاستثمار و تعويض المال بالمال ما ادى في النهاية الى المزيد من الخسائر التى طهرت في انهيار بورصات و تراجع مؤشرات الى ما قبل الجزر الاستثماري .
و لعل اهم ما يوصف به مثل هؤلاء المستشارين الانيقين لباسا و مظهرا و لهم من الدعاية ا يسبق رحلة ابوللو الى القمر ،انهم "كذابين بطعم الشوكولاته " . و هنا يوصف احد ابرز المستشارين الماليين في كتاب له اسمه "لعبة البوكر" عملائه بأنهم ضحايا خبراء الاستثمار الذين اوقعوهم في مقابر مالية .
ان تعرف اين و متى و كيف يتم الاستثمار الذي يحقق اعلى عائد يؤدي الى الثراء يجب ان يكون دون رمي المال في حفرة بطن المستشار المالي او الاستثماري الذي تبنى وساطته على استشارات مالية غير صادقة .
و اقصد هنا القول انه يجب التوقف عن اعتماد مؤشرات ماضية دليلا على المستقبل و ان يتم رفد كل مستشار مالي يحصل على راتب و نسبة تفوق نسبة عائد الربح على المال المستخدم في الاستثمار ، و ان يعرف المستثمر المخاطر في الاسواق فيختار ما يرتاح له لا ما يريح مستشاره صاحب الكذبة الجميلة التى بعدها الطوفان .
اذا كان هذاالرفد و الطرد من الخدمة مع المستشار المالي فيكف اذا كان رئيس الوزراء هو الذي يبنى ملفاته على كلام وزرائه! .
سؤال بحاجة الى كتيبة دفاع عن مصالح الامة .
aftoukan@hotmail.com