أين المرأة في الانتخابات القادمة؟
23-08-2007 03:00 AM
في خضم التحضيرات للانتخابات القادمة، و في عز التهاتف السياسي والاقتصادي والاجتماعي مع هذا الحدث السياسي الأهم على الساحة الأردنية بعد التحدث عن رحيل الحكومة ورفع أسعار المحروقات التي قسمت ظهر البعير! تحل الانتخابات النيابية القادمة الحدث الأوحد الذي تتكاتف عليه الأقلام الصحفية، وأصبح حديث الصالونات الأهم والحديث عن ما يمكن أن يحصل في هذه الانتخابات يغلب على الطابع العام وخاصة عند النخبة وما يكمن وراء العرس الديمقراطي السياسي من محاورات ومناورات ومواجهات وغيرها. أبحث فلا أجد للمرأة من أي تواجد حتى بأقل مستويات المواجهة وكانها طابور جمهوري يكتفي بالتصويت لما يريده الزوج والأب والعائلة والعشيرة، هي مجرد صوت تحصيل حاصل لنائب ستتفق عليه العشيرة وكأن كل الديمقراطية والتحديث في السياسات لا يعنيها حتى ولو كانت مرشحة أو نائبة سابقة، فصورة النائبة المتمردة لا تخرج عن كونها توجان فيصل متمردة على القوانين والأعراف والمبادئ كما رسمها الإعلام والمجتمع الرجولي السائد!
وكأن كل هؤلاء الرجال من قاعدة ابصم وصوت واحتفظ بالمقعد وغازل الحكومة وأخواتها، لا يتمردون ولا يجابهون ولا يحاربون من أجل حقوق المواطن وخاصة حقوق المرأة في أن تكون جنباً إلى جنب داعمة للمسيرة الديمقراطية التي ينادي بها الزعماء ولا تدركها الحكومات وتبيدها في أحشائها قبل أن تندلع الثورات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية البناءة ويصير الوطن أكثر هماً وكمداً.
حتى المرأة نفسها تحافظ على هذه الصورة بأبسط أوضاعها بل وتحارب من أجل أن تظل على هذا التواطئ مع الرجل، وكيف لا وهي لا تقتنع أصلاً بأن هناك إمرأة مثلها قادرة علىالقيادة وصنع القرار في المجتمع؟!
بل وتنادي سراً وعلانية أن لا امرأة تستحق الدعم لأن نوعية النساء اللاتي تصلن للسلطة يكتفين بالصمت والتحاور الخافت والقبول بالوضع الراهن كتحصيل حاصل، حتى الجمعيات النسائية لا تدعم المرشحات بما يليق بهن، رغم عشرات الأسماء القادرة على القيادة والوصول إلى مقاعد صناع القرار والتأثير والتغيير للأفضل والأحسن أفضل من الكثير من الرجال المتنمين لحزب الرجولة السائد الذين يتمتعون بقدر كبير من القبول بالواقع وعدم تغييره والسير وراء ركب التخلف السياسي التي نعاني منه. بل وتصل بهن الأمور إلى انهن يتبنين مذاهب دون التطبيق ودون أن تكون لهن قصب السبق في التغيير والدعم لمثيلاتها لانها تظن ومن وجهة نظر ضيقة أن في مجتمع الرجل المرأة تأتي آخراً.
على الجمعيات النسائية والقياديات القادرات على التغيير التكاتف من أجل تغيير الوضع، فصدقوني لن يكون الرجل هو الساعي لهذه المبادرة إذا ما كانت النساء هي التي تقودها فلن يصبح للمرأة أي دور في السباق السياسي القادم وسيقتصر النجاح والتألق على الرجال فقط.
إنني أدعو كل النساء اللاتي يردن التغيير ويرغبنه بقوة إلى دعم المرأة في الانتخابات القادمة بل وأصر على دعوة كل النساء في كل المناطق والدوائر الانتخابية إلى التصويت للمراة فصوتك هو الحق الوحيد الذي لا يستطيع الرجل أن يخاوي عليه، وسأكون أول المبادرات إلى التصويت للمرأة التي تستحق الوصول في دائرتي الانتخابية وساكرر ذلك طالما استطعت التصويت للانتخابات ولم يؤخذ مني هذا الحق الذي كفله لي الدستور وكفلته لي حقوقي كإنسان أولا وامرأة أخيراً
لعل معشر النساء اللاتي اتباهى بالانتماء لهن أن يستجبن لندائي ويكن المبادرات نحو مجتمع شمولي يحترم المرأة ودورها ويقدر حق التقدير ماذا يعني صوتها الانتخابي.