عندما وصف جبران خليل جبران الصديق بالحقل الذي تزرعه محبة، وتحصده بالشكر، والمائدة والموقد. وتأتي اليه جائعا، وتسعى وراءه مستدفئا، واذا صمتَ، لا ينقطع قلبه بالإصغاء الى قلبك. كان يدرك تماما سر الصداقة في حياة كل منا. وما يحتاجه الانسان عندما تبدأ أيامه بالحراك.
شكرا لكم أصدقائي...
علاقات كثيرة تلك التي نعيشها في حياتنا اليومية، نخوض في معانيها، تتنوع بين القلق والألم، تستنزفنا بعضها، وأخرى تُفرض علينا، وهناك الوقتية التي لا اعراب لها.
لكم أكتب...أصدقائي
قليلة العلاقات التي تحمل همنا ووجعنا، نتكىء عليها، نبكي بمرارة أمامها، تلتقط حزننا الموشوم بانكسارات تستوطننا. تسأل عنا لتطمِئن على نبضاتنا التي احترقت من التعب. تحتوينا، اذا عجز العالم أن يمد يده اليك، وتفتح الباب دون الآخرين.
نتوق الى يد ما، تمسح دمعاتنا. تنصت الى أعيننا، تجول في تفاصيلنا، تفصح المكنون، وتحفظ العهود. وتتابع خطواتنا عن بعد بلهفة عاشق متوجس من أن يُخلف له موعدا.
نتطهر من آثامنا وأخطائنا، نبحث في لحظات العصيان التي تعترينا بين الفينة والأخرى، تتبلور أحاسيسنا أمام علاقة حقيقية تسكننا، تحمل معاني الصدق والخوف والحب والكثير من الأمان الانساني، لِنُخلق من جديد في أحضانها...
نكون كما نريد ، دون رتوش أو خوف أو اعتبارات لأمور ما، كما نحن نريد أن نكون، بعفويتنا وصدقنا بلا زيف أو تجميل لما نحمله في دواخلنا.
في تلك العلاقات التي لا تخضع لأقوال مليئة بالشعارات والحِكَم، نقف أمام أنفسنا، نكتشف حقيقتنا المنسية في العمل والزمن الذي يجري من دون وعي منا.
أصدقائي، أينما كنتم، هنا أو هناك، قريبين أم بعيدين، حولي أو في بقاع الدنيا، معي أو وراء الغيوم... شكرا لكم... لتلك اللحظات التي حملتنا معا، والأماكن التي مستنا، ووردة حامت في مخيلتنا، ورشفة قهوة التي شهدت أحاديثنا، وأحلامنا التي غفت في عتمتها..وضحكنا حتى عاد الصدى يسكننا ...
شكرا لكم... فما زلتم تَحيون في كلماتي وأيامي وكثير من أحلامي انتظركم أن تعودوا الينا... الي....