قبل ثورة الاتصالات.. كنا نذهب للمدارس للحصول على نتيجة التوجيهي وكان الاهل ينتظرون قدوم (الفاردة) والتي كانت هي التي تدل على (النجاح).. اما اذا تأخرت واختفى طالب التوجيهي عن الانظار فان النتيجة تكون معروفة انه:
(راسب)!!
في ذلك (الوقت)كان طالب التوجيهي (الراسب) يستطيع الغياب لبعض الوقت حتى تهدأ الخواطر ليعود بعدها للبيت ليأخذ نصيبه.. اما اليوم وبعد ان اصبحت نتيجة التوجيهي تأتي (بمسج) فأن عقابه يكون وليد اللحظة التي يصل بها (المسج) وهنا تبرز بعض مساوئ التكنولوجيا.. فمعها لا يمكن (للشلوت)او (الخماسي)ان يتأخر بعض الوقت ما دمنا نعيش في عصر السرعة!!
اصبح طالب التوجيهي يشبه الى حد ما المتهم في قاعة المحكمة.. ففي يوم النتائج يجلس وهو محاط بعائلته وينتظر على احر من الجمر ان ينطق جهازه الخلوي بالحكم النهائي.. فإذا نطق بالنجاح تعانقت العائلة معه.. اما اذا نطق بالرسوب تصرفت العائلة معه... وهنا كان يجب على طالب التوجيهي غير الواثق بنجاحه او بمعدله ان يبقى قريبا من الباب وذلك خوفا من اية مفاجآت قد تحدث.. اما اذا لم تخطر على باله تلك المسألة وقد " اكل اللي بيه النصيب ".. فلابأس في ذلك فليتعلم مما حصل للدورة الشتوية القادمة!!
بالطرق التقليدية المعروفة لاعلان النتائج كانت الخسائر التي تقع اغلبها جسدية وكان يتم علاجها في المستشفيات ببعض التدخلات الجراحية البسيطة.. اما بالامس اضافة للخسائر الجسدية خسرنا الاف الاجهزة الخلوية وذلك دون امكانية اصلاحها بسبب(حم الضربة )..!!
قبل (المسج): كانت (فاردة) النجاح تأتي للمنزل.. اما بعد (المسج): فأن فاردة النجاح اصبحت تنطلق من المنزل.. لذلك لم يغير (المسج) شيئا في تكتيك الفرح الاردني المرتبط ارتباطا وثيقا (بالفاردات)وحوادث السير!!
في الاردن: الناجح فقط برفع أيده.. اما باقي الشعب فقد يرتفع لديه الضغط والسكري والكوليسترول وذلك كله من وراء نجاحه?!
لذلك تحرص دائما وزارة التربية على بقاء معدلات النجاح ضمن المعقول!!
(العرب اليوم)