رجالٌ صادقون
الفريق المتقاعد نصوح محي الدين
22-08-2007 03:00 AM
بالأمس عاجل الموت الأخ و الزميل و الجار الوفي اللواء المتقاعد محمد أنور البصول و هو في قمة العطاء و النشاط ،و لم يشكو يوماً مرضاً أو ضعفاً و لم يراجع طبيباً أو عيادة صحية...هذه مشيئة الله سبحانه جلَ جلاله. و بالأمس ذهبت و أنا في حالة حزن شديد إلى مقبرة البارحة لأشارك في وداعه إلى مثواه الأخير...بعد أن جاءت ساعة الرحيل...و دق جرس الفراق...ذهبت مودعاً فأي وداعٍ أقسى عليََ و أمر من هذا الوداع الذي أنا فيه...حقاً كان صعباً علي أن أتخيل أن أبا تامر أصبح رهينة حفرة من التراب طولها متران بعرض متر واحد... شيءُ مذهل...الله أكبر...أبا تامر في ثوان كلمح البصر أصبح في عالم الغيب...في ذمة الله...هذه مشيئة الله...فكلنا إلى زوال.
كان رحمه الله وفياً لجهازه،مخلصاً لبلده و مليكه.
لقد عرفت المرحوم منذ ما يزيد عن السبعة و الثلاثين عاماً،حيث التقيته في مواقع العمل المختلفة في جهاز الأمن العام.
كما أتيح لي أن أعرفه جيداً عن قرب بعد أن عينت مديراً للأمن العام بتاريخ 15/2/1996م و أصبح هو نائباً لمدير الأمن العام لمدة أربعة سنوات.
فاختياره نائباً جاء سعيا لتحقيق أهداف الجهاز و تلبية حاجاته و تطلعاته.
كيف لا و هو صاحب كفاءة عالية و مؤهلٌ علمياً..و ملائمٌ تماماً لمنصبه و كان رحمه الله يتمتع برؤى صادقة و إحاطة كبيرة بشؤون الجهاز و همومه.
و كان صاحب خبرة طويلة و ثقافة شرطية و إدارية و قانونية عميقة...و هو من صفوة أبناء الجهاز...عايش مراحل بناءه و تطوره و ساهم بفكره و عمله الجاد في سائر الميادين التي عمل بها ، و قد أعطى المرحوم كل طاقاته و إمكانياته لإنجاح المؤسسة الوطنية التي انتمى إليها.
فكان الصدق و الأمانة و الإخلاص و الاستقامة منهجه في حياته...التزم مبدأ الشفافية و المساواة في تعامله مع الجميع...و كان شديد الصراحة، لم يتوقف يوماً أبداً عن انتقاد التصرفات غير اللائقة و المخلة في الضبط و الربط و العمل...كان يتابع عمله...حريصاً على التعاون المثمر مع زملائه و مرؤوسيه.
و وفاءً منا للدور الكبير الذي لعبه و الأثر الذي تركه المرحوم لا يسعنا إلا أن نستذكر مناقب الفقيد ليس في كل سنة و إنما كل يوم لما تركه من إرث خلقي و وظيفي و علمٍ شرطي يعتد و يحتذى به.
رحمة الله الواسعة عليك يا أبا تامر و إلى جنات الخلد إن شاء الله.
...........................................................
مقال خص به الفريق محي الدين "عمون" .