الكلام عن انتكاسة ثورة مصر ليس في محله ..
سلامه العكور
29-07-2011 03:23 AM
ثمة كلام كثير عن احتمال تعرض الثورة الشعبية الشبابية المصرية للانتكاس وأن الحرس القديم يمارس عملية الشد العكسي لاجهاض الثورة..
هذا الكلام يقال جراء التباطؤ في تنفيذ مطالب طلائع الثورة وجراء احتدام النقاشات الواسعة حول ايهما ينبغي انتخابه أولا رئيس الجمهورية ام مجلس الشعب وايهما ينبغي تعديله الدستور الاساس ام الدستور المعدل او صياغة دستور جديد..
هذا فضلا عن ان القوى السياسية والحزبية في عملية سباق متسارعة لقطف حصة من ثمار الثورة وليكون لها حضور على صعيد التطورات والمتغيرات التي ينتجها حراك الشعب المصري وطلائعه الشبابية في تفاعلاته مع أو ضد المجلس العسكري ومع او ضد الحكومة..
ان الكلام عن انتكاسة محتملة لثورة الشعب المصري المجيدة ناجم عن رغبات وتمنيات قوى الشد العكسي وعن استنتاجات غير موضوعية بل خاطئة لاتساع حالة الجدل في الاوساط السياسية والحزبية ولا نقول حالة الحوار الهادئ والمسؤول.. كما انه ناجم عن التناقضات في المواقف العلنية والخفية للقوى السلفية حول المشاركة في انتخابات الرئاسة وحول حجم المشاركة في انتخابات مجلس الشعب ومجلس الشورى..
لكن مهما كانت الاسباب المؤدية للكلام عن احتمال انتكاسة الثورة فانها تظل عمليا وموضوعيا حبيسة وسط ثقافي وسياسي محدود جدا ولا اهمية لدوره او بالاحرى فان دوره هامشي وقوة فعله ضئيلة.
ان ملايين المصريين من الطلائع الشبابية والشعبية الفاعلة والمؤثرة عندما اندفعت الى الميادين والشوارع في القاهرة وفي مختلف المدن والمحافظات المصرية لتعبر عن ارادتها الحرة والشجاعة في التغيير وفي اسقاط نظام الحكم الاستبدادي الفاسد الذي الحق بها الهوان والذل وعرضها لاشكال العوز والفقر والتخلف والمجاعة فانما رفعت راية الثورة الجذرية والتغيير الجذري مؤكدة استمرار ثورتها وتصاعدها حتى تلبية مطالب الشعب العادلة في تحقيق التقدم والنهوض والازدهار والاصلاح الشامل داخليا وفي تحقيق سياسة خارجية عربية لا سيما وان طلائع الثورة منذ اندلاعها حتى اليوم قد استحضرت عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وسياسته في تحقيق التضامن والتكامل العربيين..
ان اندلاع طلائع الثورة بصورة يومية الى ميدان التحرير في القاهرة والى الميادين في المدن الاخرى مطالبين بعدم التباطؤ والتلكؤ او التردد في تحقيق ما حددته الثورة من اهداف ومطالب عادلة ومشروعة ايدها واكد عليها الشعب المصري باسره انما يدل على ان الثورة ماضية باصرار عنيد حتى تحقيق جميع اهدافها..
(الراي)