كثيرة هي التعليقات القادمة من قرّاء اعزاء نحترم وجهة نظرهم سواء اتفقنا معها ام اختلفنا , لكن ان يأتي رد من طالب ثانوي كما يقول عن نفسه فإن هذا يستحق اكثر من الاعجاب , هو جدير بان يكون له مكانة الزاوية التي يختلف معها او يتفق فنحن نحتفل كما عادة العرب بمولد شاعر او كاتب و اظن صديقنا من الذين يليق بهم الاحتفال ولذا استأذن القراء واترك زاويتي فراشا وثيرا لشاب نأمل منه ومن جيله الكثير الان ومستقبلا .
الإصلاح كما أراه من وجهة نظري الخاصة
بقلم : عبدالله شيخ الشباب
الإصلاح ؛ هو مصطلح تعبيري فضفاض واسع جدا ؛ أصبح الكثيرون يرددونه على ألسنتهم ، لكنهم للأسف يجهلون معناه ولا يعرفون كيفية تنفيذه.!!
أتريدون الإصلاح ؟؟!! لامانع لدينا من الإصلاح !! لكن ...اصلاح ماذا بالضبط ؟ هل تريدون اصلاح (حنفية مكسورة ) مثلا أم هل تريدون اصلاح (سيارة خربانة ) ؟ أم ماذا ؟؟ حددوا لنا ماذا تريدون بالضبط لكي نعرف عن أي شيء تتحدثون وتطالبون!!
إذ أنه من الضروري التحديد ، ولابد من الإشارة بوضوح تام الى الشيءالمراد اصلاحه . أما ابقاء الأمور عائمة وطافية على السطح ، ومجهولة !! فحينها لايسمى الأمر اصلاحا !! بل إنه في رأيي يسمى تخريبا!!
فكيف لي أن أطالب بالإصلاح وأنا لا أعرف ماذا أريد ؟؟
ولهذا وقبل أن أطالب بالإصلاح ؛ وكنت انا أريد الإصلاح حقا ؛ فإنه يجب ايقاف نفسي أولا ، ومن ثم القيام بتوجيه بعض الأسئلة اليها . ومن بين هذه الأسئلة مايلي ؛ وهي على سبيل المثال لا الحصر: ـ
1ـ هل أنا إنسان صالح فعلا حتى أطالب بالإصلاح؟
2ـ هل يوجد عندي فكرة وافية عن الشيء الذي أطالب بإصلاحه ؟ وهل أعرف عن ماذا أتكلم بالضبط؟
3ـ هل يوجد عندي الحل المناسب ؟
4ـ هل يوجد عندي البديل الأصلح ؟
5ـ هل أنا صادق حقا فيما أطالب به ؟
6ـ هل أنني مدفوع داخليا من نفسي بهذا الطلب ؟ أم هل هناك أحد ما أجبرني على المطالبة بذلك ؟
لذا؛ فليسأل كل منا نفسه هذه الأسئلة ، فإذا وجد نفسه يعرف الإجابة عليها من تلقاء نفسه ، فحينها لامانع أبدا أن يطالب بالإصلاح ؛ لكن على شرط وهو أن يكون ذلك بطريقة عقلانية وبدون اللجوء الى المظاهرات ولا الى المسيرات الغوغائية غير المنظمة وغير المدروسة ،والتي ثبت أنها تضر بأمن البلد وتزعزع استقراره .
كما أنه يوجد هناك نقطة أخرى هامة يجب ألا تغيب أبدا عن بال كل من يطالب بالإصلاح ؛ ألا وهي : ضرورة أن يصلح كل واحد منا نفسه في البداية . فإذا صلحت أنت وصلح أخوك وصلح صديقك وصلح هذا،وصلحت هذه و..و.. ، فحينها سيصلح سائر المجتمع ، وحينما يصلح المجتمع ؛ ستصلح الأمة بلا شك !!
هدانا الله واياكم جميعا الى كل مافيه صلاحنا وخيرنا في الدنيا والآخرة . اللهم آمين والحمدلله رب العالمين.
عبدالله شيخ الشباب
طالب مدرسة ـ أول ثانوي
(الدستور)