هل ستلغي إسرائيل «اوسلو» ؟
رشيد حسن
27-07-2011 10:59 PM
في الأخبار أن رئيس حكومة العدو الصهيوني، نتنياهو ، أوعز لرئيس مجلس الأمن القومي في الحكومة، الجنرال،يعقوف عاميدرور، لدراسة امكانية الغاء اتفاقية «اوسلو» ردا على اعلان الدولة الفلسطينية ، وأكدت «هارتس» أن عاميدرور بدأ بهذه الدراسة قبل ثلاثة اسابيع ، وطلب من الوزارت والاجهزة المعنية، أن يتقدموا باقتراحات وتصورات حول النتائج المتوقعة من الغاء الاتفاقية المذكورة. «السفير 26الجاري.
بداية ..وقبل الدخول في التفاصيل ، نجزم أن العدو لن يقوم بالغاء الاتفاقية، وأن تسريب هذا الخبر ، هو جزء من حملة نفسية للضغط على السلطة الفلسطينية، لتتراجع عن قرارها عرض ملف الدولة على الجمعية العامة للامم المتحدة .
فاذا ما دخلنا في التفاصيل ، فاسرائيل لن تقدم على هذه الخطوة ، لا اليوم ، ولا غدا ، ولا في المستقبل، لانها المستفيدة الوحيدة من اتفاقية «اوسلو» ، فهذه الاتفاقية هي بمثابة الكارثة على الشعب الفلسطيني ، واثارها الكارثية لا تقل سوءا عن اثار كارثتي النكبة والنكسة فهي:
اولا: اعترفت بشرعية الكيان الصهيوني الغاصب على أكثر من 78% من ارض فلسطين التاريخية ، ما شكل ضربة قاضية لمنظمة التحرير ولميثاقها، ولنضال الشعب الفلسطيني ، وللمقاومة الباسلة، وتخل عن حق الشعب الفلسطيني التاريخي والطبيعي في وطنه ووطن ابائه واجداده.
ثانيا: أدى اقتراف هذه الخطيئة ، الى انقسام خطير في الصف الفلسطيني ، واستقالة رموز نضالية وفكرية مهمة «محمود درويش ، ادوارد سعيد، شفيق الحوت..الخ» وبالتالي شل مؤسسات المنظمة ، وتحويلها الى مجرد ديكور في خدمة سلطة «اوسلو» .
ثالثا: ترتب على هذه الكارثة جر السلطة وقيادة المنظمة ، الى الغاء كافة بنود الميثاق الوطني الفلسطيني ، التي تتعارض مع هذه الاتفاقية الخطيئة، ما يعني بصريح العبارة، الغاء الميثاق الذي نص على ان فلسطين التاريخية، من البحر الى النهر، هي وطن الشعب العربي الفلسطيني، وأن الكفاح المسلح هو الطريق لتحرير فلسطين كل فلسطين .
رابعا: أدت «اوسلو» عمليا الى تراجع قضية فلسطين في الاجندة العربية والدولية ، ولم تعد تحتل صدارة الاهتمامات العربية، وكان تعليل كثيرين «بانهم ليسوا فلسطينيين أكثر من الفلسطينيين» .!! وهكذا انفرد العدو الصهيوني بالشعب الفلسطيني ، وانفرد بالسلطة ،وأحكم قبضته على الأرض المحتلة ، وها هو ينجز تهويد القدس ، وتحويلها الى مدينة توراتية باغلبية يهودية.
خامسا: عمقت الخلافات الفلسطينية ، وكانت السبب الرئيس في الانقسام الحاد بين فتح وحماس، واسهمت في ضرب النواة الصلبة للانتفاضة، وتحويل القضية الفلسطينية الى سلطة ، تابعة للعدو ، وتتولى التنسيق معه في أدق التفاصيل.
سادسا: ادت الى اجهاض انتفاضة الحجارة الباسلة ، الحدث الأبرز والأهم في نضال الشعب الفلسطيني ، الذي هز كيان العدو من الاعماق، واسقط عن وجهه الفاشي ، قناع الديمقراطية المزيفة ، واسقطت في النهاية استراتيجية العدو القائمة على التوسع .
باختصار...لهذه الاسباب مجتمعة، ولغيرها مما لا يتسع المقام لذكره ، لن يقوم العدو بالغاء «اوسلو» ، لانها اعطت الشرعية لهذا الكيان الغاصب ، وهو ما لم يحلم بها ابدا في يوم من الايام .
Rasheed_hasan@yahoo.com
الدستور