اسمحوا لي ان احدثكم عن نيلسون مانديلا بمناسبة...
اكتب عن مانديلا لاسمع الآخرين المعنيين بالكلام...
اكتب عن مانديلا لأنه قال: »أنا لست الشخص الذي لا يمكن الاستغناء عنه« حين رفض التجديد لولاية ثانية كرئيس للجمهورية...
في الاسبوع الماضي احتفل »العظيم المبجل« وهو لقب اطلقه عليه شعبه المحب, بعيد ميلاده ال¯ 93وانشد الطلاب في كل مدارس جنوب افريقيا اغنية »عيد ميلاد سعيد« في بداية يومهم الدراسي لتمجيد هذا المناضل الصادق الوفي لشعبه ولمبادئه..
مانديلا حلم بتحرير شعبه وحقق حلمه ودفع ثمناً باهظاً حيث سجن 29 عاماً واكتوت عائلته بنار هذه التجربة القاسية. وهنا نعترف بأنه نجح في تحقيق حلمه وجعل من بلاده مكاناً افضل للعيش المشترك.. بعدما اقام نظاما ديمقراطيا حقيقيا على أنقاض النظام العنصري..
نجح مانديلا في الثورة كما في الحكم لأنه صادق لم يتجرد من مشاعره الانسانية فظل يحب ويحلم ويبكي ويتألم, ولأنه عادل عقلاني معتدل لم يرفض الآخر واصر على تحييد خصومه من العنصريين البيض بمشاركتهم في السلطة وحولهم من اعداء للثورة الى اصدقاء وشركاء في السلطة بعدما اسقط اخطر وأبشع الانظمة العنصرية بعد النظام العنصري الاستيطاني الصهيوني.
نحن نعرف أن بامكان مانديلا أن يظل رئيسا للجمهورية برغبة شعبه من السود والبيض, واقصد رغبة صادقة, وليس بانتخابات صورية مزورة, ورغم ذلك رفض التجديد لولاية ثانية وانسحب من الساحة تاركاً الفرصة لقادة آخرين ان يخوضوا التجربة بانتخابات نزيهة وشفافة في ظل نظام ديمقراطي حقيقي, فساروا على دربه ولم يكونوا البديل السيىء للمناضل القدوة.
هذا النموذج الصادق للمناضل والحاكم الصادق مع شعبه لا يمكن مقارنته مع رؤساء عرب رفضوا الاصلاحات فرفضهم الشعب ولكنهم التصقوا بكراسيهم معتقدين أنهم الاشخاص الذين لا يمكن الاستغناء عنهم, وأن الامهات لم ولن يلدن مثلهم على شاكلتهم!!0
Kawash.m@gmail.com
العرب اليوم