الاعتصامات ليست غاية أو هواية
سلامه العكور
26-07-2011 08:30 PM
أحداث ساحة النخيل و قبل ذلك أحداث دوار الداخلية قد أثارت اهتمام وشاغلت وأشغلت أوساطاً شعبية واسعة كما اثارت اهتمام قوى سياسيه وحزبيه وبرلمانيه مهمة ...... لاسيما وأن الجميع يطالبون بحرية الصحافة والاعلام ويطالبون بعدم المساس بالصحفيين اللذين يمارسون دورهم بموضوعية ومهنية ويغطون الأحداث بأمانة و صدقية وبدون انحياز لأية جهة مهما كانت مواقفهم الذاتيه من الأحداث ..... والمحزن أن عشرات الصحفيين قد تعرضوا في هذه الأحداث لما لا يحمد ولا يشرف أحداً...... علماً بأن جلالة الملك قد حذر غير مرة من المساس بحرية الصحافة ومن الحاق الأذى بأي صحفي .
ونلاحظ كيف أن تعرض الصحفيين للأذى أثناء تغطيتهم للأحداث قد أشغل حيزا واسعا من اهتمام الناس والمسؤولين وهدر وقتاً وجهداً ثمينين كان يمكن توظيفهما في أمور ذات جدوى..... فهذا الأمر قد صرف الانتباه والتركيز والاهتمام عن الأمور التي هي بيت القصيد وهي الاصلاح الشامل السياسي والاقتصادي والاجتماعي وعلى كل صعيد ..... وهي مكافحة الفساد المالي والإداري ومساءلة الفاسدين والمفسدين .... ثم هي الاسراع في الإعلان عن قانوني الانتخابات والأحزاب ..... وإطلاق الحريات العامة وبخاصة حرية الصحافة والإعلام وحرية التعبير واحترام الرأي والرأي الاخر.... وتعبيد كل الطرق وتوظيف جميع الوسائل اللازمة لتحقيق التحول الديمقراطي الحقيقي.... وهنا نؤكد أنه عندما يلاحظ المواطنون والقوى الفاعلة في المجتمع أن ثمة خطوات تتسارع وتظهر على صعيد الاصلاح الشامل.....
وأن انجازات لافتة تتحقق أمام أنظار الجميع .... وأن مختلف الطبقات والشرائح الاجتماعية وبخاصة الفقراء ومحدودوي الدخل أصبحوا ينعمون ولو بدرجات متفاوتة من نتائج هذا الاصلاح المنشود، نقول عندما يلاحظ المواطنون ذلك فإن اعتصامات أو تظاهرات أو مسيرات الاحتجاج ستنحسر حتماً ولا يعود ثمة مبرر لأي كان أن يرفع شعارات أو لافتات تطالب برحيل حكومة أو برلمان.... فالاعتصامات والتظاهرات ليست غاية أو هواية أو غواية لدى أبناء شعبنا وطلائعه الشبابية انما أصبحت ضرورة للتعبير عن همومه ومشاكلة وأوجاعه ومعاناته ... وهي عبارة عن نهج أقره الدستور ولا يجوز التنكر له أو العمل بأي وسائل لمنعه أو قمعه.