لم يعد يـوم 23 يوليو/تمـوز عيداً وطنياً تحتفل به مصر سـنوياً ، فقد طويت صفحة ثـورة يوليو 1952 بعد نحو سـتة عقود ، وسيكون العيد الوطني لمصر بعد الآن يوم 25 يناير ، يوم انطلاق الثورة لأجـل الديمقراطيـة من ميدان التحرير.
عبد الناصر حكـم مصر نحو عقـدين من الزمن ، وخلفـه نائبـه أنور السادات لمدة عقـد واحد ، ثم جـاء نائب السادات حسني مبارك لمدة ثلاثة عقود ، فمن يكون الرئيس القـادم لمصر؟.
ثورة مصـر الراهنة ليس لها رمز أو قائد محـدد ليكون الرئيس المقبل ، وهناك عـدة أسماء مطروحة للتداول ، ولكن أيا منها لا يحظى بتأييد كاسـح.
استطلاع الرأي على موقع القوات المسلحة أظهر رأي ربع مليون من المشتركين في الإنترنت وهم لا يمثلون 85 مليون مصري ، وكانت النتيجـة أن محمد البرادعي جاء في المقدمـة ولم يرد ذكر لعمرو موسى.
لكن مجلـة نيوزويك الأميركية في عددها الأخير تقول أن الطريق سالك أمام عمرو موسى ليصبح الرئيس المصري المقبل ، فقد دلت استطلاعات الرأي العام العلمية أنه في المقدمـة بحوالي 25% من الأصوات ، لكـن 57% من الناخبين المصريين لم يحسـموا أمرهـم ولم يقـرروا بعد لمن سـيعطون أصواتهم في الانتخابات الرئاسـية التي ستجري أواخـر هذه السـنة ممـا يعني أن الاحتمالات مفتوحة.
تقول المجلة أن شـعبية عمرو موسى تعود أساساً لموقفه الغاضب تجاه إسرائيل مع أنه كان من أشد مؤيدي رحلة السادات إلى القـدس المحتلة (1977) ومعاهدة السلام التي عقدهـا وأعادت سيناء لمصر ، ولكن سلوك إسرائيل دفـع عمرو موسى إلى هذا الموقف الذي كرسته الأغنية الشعبية لشعبان عبد الرحيـم: أنا بكره إسـرائيل وبحب عمرو موسى!.
خـدم عمرو موسى عشر سنوات كوزير خارجية لمصر في عهد مبارك ، تلاها عشر سنوات كأمين عـام لجامعة الدول العربية ، وهو معروف كقومي عربي.
كدبلوماسي مخضرم كان عمرو موسى في الأسبوع الأول للثورة متحفظاً يمسك العصا من المنتصف ، ولكنه التحـق بميدان التحرير في الأسبوع الثاني ، وكان معتدلاً ولم يطالب بإسقاط مبارك ، ثم تطور موقفه مع تقدم الثورة ونجاحها.
عمرو موسـى مكروه من جانب إسرائيل ، ويتمتع بدرجة مقبول من جانب أميركا ، وله شعبية عربية ، ويتجاوز عمره 74 عاماًً.
عندما سـؤل عمرو موسى عن موقفه من إسرائيل قال إن سلوكها جعل عملية السلام كلمة قذرة ، ومع ذلك فإنه لن يلغي المعاهدة لأن برنامجه بناء مصر وليس القيام بمغامرات طائشـة.
الرأي