الاساءة الجنسية تتزايد بتسارع في المجتمع ومعلومات ووقائع كثيرة تشير إلى عدم اقتصارها على جنس معين أو عمر محدد. الرجل يتحرش بالمرأة والمرأة تتحرش بالرجل واساءات فظيعة إلى أطفال صغار لا يعلمون شيئا اسمه الثقافة الجنسية.
الموضوع في غاية الأهمية وأؤكد أن هنالك سيدات فشلت زيجاتهن أو عزفن عن الزواج بسبب اساءات جنسية وقعت عليهن في الصغر ممن لا يخاف الله ولا يقيم وزناً للأخلاق والانسانية. فلو عرفت البنت الصغيرة منذ البداية أن ليس من حق أحد مدّ يده إلى جسمها لعرفت أن تقول «لا» ، ولاستطاعت أن تكسر حاجز الخوف والحرج والاضطراب وتبوح بخوفها.
وما يحصل مع البنات يحصل مع الصبيان, فهذا العامل يطلب من طفل عمره (10) سنوات أن يذهب معه إلى الغرفة المجاورة ليقول له سرّا، وسائق يعرض لطفل عمره (12) سنة مجموعة من الصور الاباحية، وحارس العمارة يغري ولداً عمره (9) سنوات بالدخول إلى غرفته أسفل العمارة ليعطيه العصير، وهذه جميعا أفعال اغتصاب مبدئية على طريق الجريمة الكاملة.
تحرش في البيت والشارع والمدرسة والعمل والجامعة.. والتحرش ليس فقط استباحة جسد الآخر فإنه كذلك تعليق جارح أو نظرة خادشة أو سؤال محرج. وبحسب علمي أن التحرش وفق قانون العقوبات الأردني ليس من الجرائم التي يجوز فيها التوقيف ،وحتى تقع الإجراءات العقابية يتطلب وقوع أي فعل منافٍ للحياء الإتيان بشهود أو أثبات حدوثه بتقديم أدلة الأمر الذي يعتبر من أصعب الأمور ، أو أن يعترف المعتدي بما أقدم عليه وذلك مستحيل.
ولأن الناس لم تأت جميعها من بيئات تتسم بالسمو التربوي والأخلاقي فالحل هو التثقيف الواعي بدءا من مرحلة الروضة ليعرف الطفل أن الجسد مساحة مقدسة لا يصح للغرباء الاقتراب منها أكثر من اللازم ، وتشجيع المتحرش به على المجاهرة بدل الصمت أوالظن أن هذا أمر اعتيادي، ففتيات كبرن وهن يعتقدن أن مايتعرضن له من تحرش أمر عادي، أو واجهنه بسلبية لأنهن حملن شعوراً بالذنب تجاه ما يحصل.. فهن دوماً الملامات لأنهن خرجن من البيت أو لأنهن لبسن هذا ولم يلبسن ذاك أو لأنهن اخترن مجال العمل هذا وليس غيره...الخ.
التثقيف الجنسي الممنهج ليس أمراً جانبياً، فحتى الأمهات والآباء المتعلمون والجامعيون لا يعرفون كيف يخوضون مع أبنائهم في حديث كهذا، ليبقى مصدر المعلومات للأبناء إما الأصدقاء أو الانترنت وهذا خطر كبير. بالاضافة إلى التثقيف لا ضير أن يتعلم أبناؤنا آليات الدفاع عن النفس وتعزيز قوة البدن. ومن يظن أنه يعيش في المدينة الفاضلة فهو مخطئ.
ranaframe@yahoo.com
الرأي