بعد أن أجرت حكومة البخيت التعديل الوزاري ، ربما تكون بذلك قد تنفست الصعداء ، وبدأت تفرد جناحيها ، وتضرب من حديد ومن دون أي تمييز، وترسم خارطة طريق جديدة للإصلاح الإجتماعي والسياسي والإقتصادي والإعلامي ، ولا نعرف جدواها فما زالت مختلف القضايا عالقة ،ولا أمل لمعالجتها، وبالذات قضايا الفساد التي تتزايد ،وتنتشر في خلايا الوطن .

نقول لدولة الرئيس ونحن ننظر الى واقع الحال : لا قبلك ولا بعدك يا بخيت ، فمن سبقك ليس أفضل منك ، ومن سيخلفك لن يكون باحسن منك ؛ الحال من بعضه ، لكننا كشعب أردني نهوى التغيير فقط لمجرد التغيير .. ليس إلا... .

فما أن تشكل حكومة حتى تبدأ الامال بالانطلاق نحو تعديل أو تغيير يجرى عليها .. فتطرح بورصة الأسماء ، يرافقها عمليات ذم أو مدح لاصحابها ، وهو أمر ليس إلا عادة وسلوك حميد أردني ، صحيح إنه يستنزف وقتنا وجهدنا ، إلا أننا اعتدنا عليه ليس أكثر.. وعليكم أنتم الصف الأول ، شكرنا لإننا نحن من يصنع النجوم من خلال بورصة الأسماء .. فنرفع بذلك أسهم " فلان" وننبه ونوجه الأنظار نحو "علان".

ربما لا نجد تفسيرا لهذا الانشغال "غير المبرر"، سوى اننا نهوى اللعب ب" البورصات " ولدينا شغف بالاشاعات ،والأهم أن الشعب ليس لديه ثقة بالحكومات ،التي لم تعرف لغاية الان كيف تلبي رغباته وطموحاته ، فبعض الحكومات ،لا تعرف هموم الناس لإنشغالها في تحقيق مصالحها الشخصية والمكتسبات المالية التي تستلب من قوت الشعب ومقدراته .

اذكرك دولة الرئيس بما قلته في أحد المؤتمرات الصحافية ، ردا على بطء حكومتك في اتخاذ القرارات : "اننا لسنا من جماعة من يحلم بالليل ، ويقررعندما يصحو" ويقول : " عليهم " ، "lets do it " ، وكانك تشير بذلك الى وزراء الديجيتال حليقي الرؤوس " الزلبطة " ، الذين سبقوا حكومتك ، ومشهود لهم بالكثيرمن "الفساد" الذي لحق في بلدنا .. ما علينا ، " انما الأعمال بالخواتيم " ..

لكن نحن الصحفيون كمراقبين سنأخذ عنك السرعة بالحركة ،حتى لو تعرضنا للضرب أو المضايقات التي لم تنقطع، وسنكتب عن قضايا الفساد التي يجب الإسراع في الكشف عنها ، وايجاد الحلول لها ، حتى تعود الثقة للمواطن ، التي فقدها بالحكومات ، فلم يعد يرى منها سوى التسويفات والمماطلات ، والكلام غير المتبوع بالافعال ، مما زاد من حنق الشعب للاستغفال الحكومي لعقله ، وحقه في حماية بلده ، الذي يحبه .

ونقول : ها هي الاقلام ممتلئة بالمداد ، ومستعدة للكتابة ، ولن نوفر حروفنا في مواجهة السكوت عن قضايا الفساد الذي أصبح يدار بإحتراف ، وعلى رؤوس الاشهاد ، ولا يخجل من احترافه لاكبر قضايا في السلب والنهب ، لا بل ينعت محترفو الفساد بالشطاره والفهلوه ،والاكثر من ذلك يقدم المتنفذون بمعاقبة عين الشعب ،ولسانه ،بالاهانة والضرب ظنا منهم أنها الطريقة المثلى لاخماد صوت الحقيقة ...و لكن "العبرة بالخواتيم "..

سهير جرادات