لماذا «مشاراة» الناس والحلول بأيدينا
راكان المجالي
17-07-2011 07:53 AM
شهدت الأيام الأخيرة من الاسبوع الماضي حرباً اعلامية تعبوية استباقية لمواجهة ما صورته تصريحات وبيانات ومقالات خطراً مرعباً يوم الجمعة الماضي 15 تموز يهدد الأمن الوطني وغير ذلك!!
تصورت وأنا اتابع فيض الكلام المشحون المذكور أن حركة طالبان الظلامية العدمية قد نقلت كل نشاطها للاردن، كما تصورت ان نهر الجنون قد انفجرت فروعه في كل المدن الاردنية وان هؤلاء الشباب الذين يعبرون عن احتجاجهم المتواصل والمتقطع منذ مطلع هذا العام قد شربوا من نهر الجنون وان وعيهم قد جرى تغييبه او على الاقل كانوا منومين مغناطيسياً!
طبعاً مرت استحقاقات يوم الجمعة بسلام وبهدوء نسبي، وكان يمكن ان تكون الامور عادية وطبيعة لولا الاستنفار الرسمي في مواجهة الاحتجاج الشعبي!!
والمهم في رأينا هو ان تقتنع حكومتنا والحكومات في هذه المنطقة، او هنالك حالة جديدة تعيشها المجتمعات العربية حالياً ويتم التعبير عنها بشكل او بآخر وبما يعني ان المقياس ليس وقائع يوم الجمعة الصاخبة او الهادئة في العواصم والمدن العربية ففي كثير من البلدان تمر ايام جمعة ساخنة وايام جمعة باردة، وهنالك بلدان تعيش توتراً مستمراً وهنالك بلدان لا يطفو الحراك الشعبي فيها على السطح، ويصبح الاستنتاج ان الحالة عامة، ووفق تقديرات تقارير استخبارية غربية وامريكية هنالك تأكيدات انه بعد انتهاء الوضع في ليبيا واليمن فان الانفجار سينتقل الى ساحات اخرى، ومن هنا فان التحدي هو الاستجابة لتطلعات الشعوب التي لم تعد تقبل الالغاء ولا التهميش ولا تقبل الفساد والاستبداد كما تفتحت عيونها على حقوق المواطنة المعيشية والتمتع بالحرية والكرامة وان يستعيد الانسان العريق دوره كمواطن.
المؤكد ان الخطأ الذي تسبب فيما جرى في مصر وتونس ويجري في ليبيا واليمن وسوريا وما يترتب على ذلك من أثمان مكلفة ومؤلمة هو ان هذه الأنظمة اختارت "مشاراة" الناس واعتمدت الحل الأمني على الارض واعتمدت دعائيا الحل السياسي على الورق دون ان تدرك الانظمة ان تنامي الوعي وتوهج الاحساس الوطني بالحرية والكرامة لم يعد يقبل أي وعود تخديرية او تسويفات او صيغ دعائية، والجماهير لا تقبل اليوم الا ما هو حقيقي وجدي وصادق، وذلك ليس خياراً بل هو السبيل الوحيد الذي فيه خير أنظمة الحكم والاوطان والشعوب وهذا لا يتحقق الا بالاقرار أننا نعيش ظروفاً استثنائية يحتاج الى قدرات استثنائية وكفاءة وابداع وخيال سياسي وحس وطني عالٍ، وذكاء وفهم لمتطلبات المواطن، لذلك يتطلب رجالا على قدر المسؤولية وحكومات ورجال حكم أقوياء امناء انطلاقاً من قوله تعالى: " ان خير من استأجرت القوي الأمين" وكل ذلك متيسر والحمد لله في بلدنا فالمخارج موجودة والحلول سهلة والمعالجات متيسرة من خلال تفكير خلاّق ينصهر فيه الحكم والشعب والوطن.
rakan1m@yahoo.com
الدستور