عزيزي المتظاهر اليوم الجمعة، شو بالنسبة لحق الطرف الآخر بالتعبير عن رأيه؟ من أنت حتى تعطي لنفسك الحق في أن تختار المكان الذي تريد فيه أن تعبر عن رأيك، في حين تحرم الطرف المناقض لك في أن يكون موجودا أصلا، فضلا عن حرمانه من حقه في أن يمارس وقفته الاحتجاجية، بالطريقة التي يريدها؟ وشو بالنسبة لتحريض الناس على بعضها البعض، وشق الصف، وتمزيق المجتمع؟
عزيزي المعارض: شو بالنسبة لاعتقادك أنك تمتلك الحق في أن تمثل الشعب، فتتحدث باسمه، قائلا مثلا "الشعب يريد.." لم لا تقول: نحن أو أنا أريد، من حقي أو حق جماعتي أن..، مثلا؟
عزيزي الموالي: شو بالنسبة لاعتقادك أنك تحمل مفاتيح الوطن والوطنية فتُدخل فيه من تريد وتحرم منه من تريد؟ من أعطاك الحق في احتكار الوطنية، وخلع ألقاب الخيانة والتخريب والتدمير على من يطالبون بالإصلاح مهما علا سقفها؟ شو بالنسبة للشراكة مع الآخرين مهما كانت وجهة نظرهم في التمتع بأجواء الحرية التي وفرها لنا الوطن؟
عزيزي المحايد أيضا، شو بالنسبة لموقفك السلبي من كل شيء، وخوفك المزمن من التمتع بإنسانيتك وحريتك، واستنشاق الهواء بملء الرئتين، بدلا من استعمال أقل من نصف رئة، وأقل من نصف فتحة أنف؟
عزيزي الشاب الذي يسوق سيارته بعد منتصف الليل، شو بالنسبة لفتح مسجل السيارة على الآخر، يعني ما في غيرك في الشارع؟ ماذا عن الناس النايمة؟ أليس لهم حق في عدم مشاركتك طربك؟ وماذا عن الوطنية الزائدة التي تتوهم أنها من حقك أنت فقط، فتصر على إسماعنا أغاني تقليع العيون، وتكسير الرأس، ونفش الريش، بحجة أنك تحب الوطن أكثر من غيرك؟
عزيزتي البنت التي ترفض مشاركة أمها في جلي الصحون، وتقيمين كل يوم طوشة منذ سنوات على من يرسو عليه الدور في الجلي، شو بالنسبة لتكرار هذا المشهد؟ وشو بالنسبة للولد، يعني ألا يساهم في الأكل، فلم لا يساهم في تنظيف ما يتسخ من صحون؟
عزيزي المحلل السياسي، شو بالنسبة للحديث الدائم عن الإصلاح، ما مللتم من هذه السيرة، أنتم وزملاؤكم الساسة؟ شو بالنسبة لأي شيء على الأرض؟ ألم تشتاقوا لرؤية إنجاز واقعي واحد؟
عزيزي خطيب الجمعة، شو بالنسبة لطول الخطبة، وتنقلها من موضوع لآخر، وشو بالنسبة لملل الناس منك، ومن صراخك، ورغيك وزبدك، هل تحسب نفسك أبو العريف، أو سيرف؟
أخيرا، عزيزي القارىء، شو بالنسبة لاستعارة بعض التعبيرات التي يتداولها أصحاب طريقة "شو بالنسبة" في الحياة... بدون الإيمان بها طبعا، مثل:
عزيزي الحظ: ممكن تفاجئني مرة وتكون معي؟ (أنا لا أؤمن بالحظ، أؤمن بالإنجاز والعمل فقط).
عزيزي الزهق: نفتح مدينة ملاهي بالبيت مثلا؟ (ومن شو زهقان دخلك؟ ما في عندك شغل؟)
عزيزي اللي بتحكي أن الحب طعمه تغير؟ بدو يصير على مانجا مثلآ؟ (كلام معقول!)
عزيزي الذي يقرأ هذا المقال، شو بالنسبة لكتابة تعليق؟ بتخاف ما يُنشر مثلا؟ أو بتخاف تكبس لايك أو أعجبني بتفكرها بتكهرب مثلا؟؟ (معقول جدا!).
hilmias@gmail.com
(الدستور)