كنت اقلّب قطع الصابون على ارفف احد المحلات اتفقد سعر احداها ثم اعيدها وأتناول اخرى, كانت هناك مجموعات من قطع الصابون من مختلف الماركات تباع معاً بسعر اقل من سعر القطع المنفردة, كنت اتناول مجموعة وأجري عملية حسابية للتوصل الى فرق السعر ثم اعيدها, وهكذا الى ان فوجئت بأحد العاملين في المحل يأتي وسألني والشك يملأ نظراته: هل تريد مساعدة حجي? شكرته وحملت اخر مجموعة من قطع الصابون كانت في يدي حاسماً امر شرائها, وهو حسم لم يكن له علاقة منطقية بعمليات الحساب التي كنت قد اجريتها, في الواقع كان الحسم بتلك الصورة بسبب الاحراج.

تبين لي بعد قليل ان سلوكي امام رف الصابون اثار حفيظة المراقب على الشاشة التي تلتقط على مدار الوقت صوراً من مختلف مواقع المحل وتعرضها في بث حي ومباشر, وهذا يعني انني كنت مشروع لص, او على وجه الدقة كنت لصاً تم احباط محاولته.

لا يشترط ان تكون في وضعية تجلب الشبهة مثل تلك التي مررتُ بها, ولكنك ايضاً قد تجد نفسك بطلا لفيلم يصورك وأنت تجادل احد اطفالك امام قطعة حلوى وتتناوب معه في عمليات تبديل القطع ولكل منكما هدفه الخاص. وتكتمل "البهدلة" اذا كانت المدام هي الطرف الاخر في المشهد وتتقاسم معك بطولة الفيلم.

لغاية الان وحسب معلوماتي فإن المشاهد لا تزال صامتة, ولكن لا يوجد ما يمنع من تطويرها الى ناطقة.

بالنسبة لي قررت اعتماد اسلوب حمل ورقة عليها قائمة الطلبات والذهاب منفرداً, وهو ما سيجعل المشهد اقرب الى المونولوج حيث تظهر المقدرة على البطولة الفردية.

ahmadabukhalil@hotmail.com

(العرب اليوم)